الصحافي عضو فعال
الجنس : السٌّمعَة : 1 الْمَشِارَكِات : 139 النقاط/ : 350 العـمــر : 34 الدولة :
| موضوع: دراسة تحليل مضمون في علاقة الصحافة بالسلطة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:00 am | |
| معالجةالصحافة السعودية للقضايا المحلية:دراسة تحليلمضمون في علاقة الصحافة بالسلطة د. علي بن شويل القرنيأستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعودمقدمةمنذ اختراع المطبعة على يد يوحنا جوتنبرج منتصف القرنالخامس عشر الميلادي والتي ولدت معها الطباعة والصحافة وما تلاها من وسائل إعلامجماهيري، والعالم في جدلية مستمرة تأسست حول علاقة الصحافة بالمجتمع وعلاقة السلطةبالصحافة. وعلى الرغم من التغيراتالهيكلية في بناء الدولة ومؤسسات المجتمع خلال الخمسة قرون الماضية، إلا أن السؤاليظل محوريا حول موضوع حرية الصحافة. والمفهوم الأساسي لحرية الصحافة freedom of the press يعني إمكانية النشر بدون رقابة قبلية أو ترخيص مسبق أو تهديد بعقوباتمتوقعة. وتعرضت الصحافة لتنظير فكري ورؤى فلسفية ونقد اجتماعيعلى مر القرون الماضية، ساهمت في وضع تصورات معيارية عن الدور المتوقع للصحافةوالإعلام في المجتمعات الإنسانية. ومن أهم ما نشر في هذا الموضوع كتاب"النظريات الأربع" للصحافة في الخمسينيات الميلادية، وفه تم تقسيمالإعلام في العالم وفق نظريات سياسية/أيديولوجية،هي السلطوية والشيوعية، والحريةوالمسئولية الاجتماعية. وخلال العقودالماضية أضيفت نظريتان هما النظرية التنموية ونظرية المشاركة الديموقراطية. وتعرض هذه الدراسة لنقاش عن الأسس النظريةوالتطبيقات العملية لهذه النظريات. كماتبني الدراسة الحالية على الأدبيات التي تستعرضها في اقتراح نموذج لعلاقة الإعلام (وخاصة الصحافة) بالمؤسسات الاجتماعية من ناحية، والجمهور منناحية أخرى.أهداف الدراسة:تهدف هذه الدراسة الى التعرف على جانبين أحدهما نظري والآخرتطبيقي:1. الهدف الأول للدراسة يتمثل في نقطتين،هما:a. التعرف على العلاقة بين السلطةوالصحافة في ضوء النظريات الإعلامية.b. اقترح نموذج للعلاقة بين الصحافةوالمجتمع.2. الهدف الثاني للدراسة يتمثل في ثلاثنقاط:a. التعرف على حجم التغطية الصحافيةلمختلف القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة العربية السعودية، وخاصة تلك المعنيةبالقطاعات الخدمية في المجتمع.b. التعرف على اتجاهات التغطية الصحافيةللقطاعات الحكومية والخاصة.c. التعرف على اختلاف التغطية في فترتينزمنيتين، قبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وتعرض هذه الدراسة لنتائج تحليل مضمونعن الصحافة السعودية ممثلة في صحيفتي الرياض والجزيرة، للتعرف على طرق معالجتهاللقضايا والموضوعات المحلية، وخاصة ذات العلاقة بالأجهزة الخدمية في المجتمعالسعودي. وقد تم اختيار فترتين زمنيتينقبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر للتعرف على الاختلافات التي قد تعزى إلىتحولات نوعية في توجهات ومعالجات الصحافة والإعلام السعودي بعد هذه الأحداث. وفي دراسة أخرى عن الصحافة السعودية(القرني، 2003)، كشفت نتائج هذه الدراسة نموذجاجديدا في مفهوم الصحافة النقدية بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث وجدت أن معظم مساحات الرأي في الصحافة السعودية مثلتتوجها نقديا عاما في الصحافة، وبنسبة تقترب من 70%. وهذه نتيجة مرضية جدا تأتيعلى عكس ما يراه البعض ان الصحافة السعودية هي صحافة دعائية بالدرجة الأولى. وإذا نظرنا بعين المقارنة بين وسائل الإعلامالمطبوع الذي يعد إعلاما خاصا، ووسائل الإعلام المرئي والمسموع والذي يعد إعلامارسميا، ستختلف النتيجة، حيث إن الاتجاه العام في الإعلام الرسمي هو إلى الجانب الدعائي،أكثر منه في الجانب النقدي (ص 27).وبناءعليه فإن الهدف الأساسي للدراسة الحالية يصب في اختبار فرضية التغير المتوقع في المعالجات الصحافية بين فترة ما قبل أحداثالحادي عشر من سبتمبر، وما بعد هذه الأحداث. ولهذا سيتم مقارنة الفترتين للتعرف على حجم التغطيات، واتجاهاتها، وطرقمعالجتها. وقد تم تحديدا اختيار عدد منالأجهزة والإدارات الحكومية والخاصة التي تندرج إجمالا تحت القطاعات الخدمية فيالمجتمع السعودي، لاستقاء صورة تعامل الصحافة السعودية مع هذه الأجهزة. الإطار النظري للدراسةالنظريات المعيارية هي نظريات تصف وضعا مثاليا لنظامإعلامي تتحدد فيه الهيكلة والعمليات، وهي لا تصف واقع الإعلام، بل تؤكد على مثاليةالإعلام وما ينبغى أن يكون عليه (Baran & Davis,2003, p. 93). وتنطلق عادة هذه النظريات من الفلسفة والقيموالإيديولوجيا السائدة في المجتمع، وهي التي تؤسس لنشأة المؤسسات الإعلامية،وتعطيها الشرعية المطلوبة، وتنعكس الملامح الخاصة بهذه النظريات في القوانينوالسياسات الإعلامية، ومواثيق الشرف، وأخلاقيات المهنة (McQuail, 2000, p. . وقدساهم إعلاميون وأكاديميون ونقاد اجتماعيون في صياغة هذه النظريات على مر السنواتوالعقود. ومن أشهر الكتب الإعلامية التيصدرت خلال العقود الماضية، كتاب "النظريات الأربع في الصحافة"، والذيشارك في كتابته ثلاثة من علماء الاتصالالكلاسيكيين بعيد الحرب العالمية الثانية (1956م)، وهم سيبرت، بيترسون،وشرام، (Siebert, Peterson &Schramm, 1956) حيث كتبوا عن النظرية السلطوية،والنظرية الشيوعية، والنظرية الليبرالية، ونظرية المسئولية الاجتماعية. وقد أضاف اليها دينيس مكويل (McQuail, 1983)نظريتين، هما: النظرية التنموية، ونظرية المشاركة الديموقراطية.النظرية السلطوية:تمثل السلطوية أول نظرية جسدت العلاقة بين الصحافةوالمجتمع، وقد نشأت خلال القرون الوسطى بعد أن ظهرت الصحافة كوسيلة إعلامية فيالمجتمعات الأوربية. وحيث إن الريبة والشككان هو أساس هذه العلاقة، حيث ان الحكومات الأوربية والكنيسة المسيحية وضعتالقيود، وعرقلت مساعي الصحافيين والناشرين في ان يمارسوا دورهم الصحافي في النشروالحصول على المعلومات التي تقتضيها مهنة الصحافة والنشر. وبعكس النظرية الليبرالية، لم تكن هناك أعمالفكرية مؤثرة في أسس هذه النظرية، سوا حالات محدودة. وقد ذكر سيبرت (Siebert, Peterson & Schramm, 1956) اقتباسا عن الكاتب الإنجليزي سامويل جونسون في القرن الثامن عشر الذي برر النزعةالسلطوية في قوله :إن كل مجتمع يمتلك الحق في المحافظة على السلام والأمن والنظامالعام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يحق للحكومات أن تمنع الآراء التي تمثل خطر علىسلامة المجتمع.وقد عاشتأوروبا لقرنين كاملين تحت هيمنة الحكومات السلطوية إلى أن تحررت من هذا الاستبدادبفعل الفكر التنويري الذي تأسست عليه بناءات وهياكل مؤسسية جديدة. ولكن الفكر والممارسة السلطوية كانت الأساسالذي اعتمدته الدول النامية، وبالذات حديثة العهد بالاستقلال من الاستعمارالأوربي. وتبنت هذه النظرية كثير من الأنظمة السياسية في دول العالم النامي، التيحرصت على أن السيطرة والتحكم في وسائلالإعلام من خلال إما فرد أو نخبة سلطوية.النظرية الشيوعية:بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وانهيار الكتلة الاشتراكيةفي أوروبا، لم تعد هناك امتداد لهذه النظرية سوى في ثلاث دول من دول العالم، هيالصين، وكوريا الشمالية، وكوبا. وتحمل هذهالنظرية أسسا فكرية مبنية على كتابات كل من ماركس وإنجلز على المستوى النظري، وعلىلينن على المستوى التطبيقي. وتتأسسالنظرية الشيوعية (إحدى النظريات الأربع في الصحافة وكانت تسمى بالنظرية السوفيتيةالشيوعية) على فكرة أن تكون الصحافة والإعلام أداة من أدوات الحزب الشيوعي الحاكم.ولهذا فان الحزب هو الذي يتحكم تحكما كاملا في مجريات الشأن الإعلامي في الدولالشيوعية. وتعمل وسائل الإعلام الشيوعيةعلى تربية الشعب على المسار الاشتراكي، وتقوية القناعات الشعبية بالفكر الشيوعيالسائد، ومحاربة الفكر المضاد الذي تمثله الرأسمالية الغربية.وتتفق النظريتان السلطوية والشيوعية في محورية المجتمع– وليس الفرد – كأساس لتبرير السيطرة والتحكم في وسائل الإعلام. فمصلحة الجماعةوهيمنة الدولة تتجاوز مصلحة الفرد، لكن الاختلاف بينهما يأتي في جانب ملكية وسائلالإعلام، فالنظرية السلطوية تتيح الملكيةالخاصة لوسائل الإعلام، بينما ملكية وسائل الإعلام في المجتمع الشيوعي هي مناختصاص الحزب الشيوعي الحاكم.نظرية الحرية:تنطلق الفكرة الجوهرية لهذه النظرية من كونها تسعى إلىإيصال الحقيقة إلى الناس، والى كونها لا تخدم أحدا أو مؤسسة في إطار عملهاالإعلامي. ولا تخضع لأي شكل من أشكالالرقابة سواء داخليا أو خارجيا. وتبني هذهالنظرية على وجود حرية صحافة حقيقة. والمفهوم الأساسي هنا freedom of the press يعني إمكانية البث والنشر بدون أي رقابة قبليةأو متطلبات قانونية لترخيص مسبق أو تهديد وخوف من عقوبات متوقعة. وتقوم الصحافة ووسائل الإعلام بدور ووظيفة"كلب المراقبة" watchdog مما يعني مراقبتها لما يدور في المجتمع ومتابعةأداء ووظائف المؤسسات الاجتماعية الأخرى. ومع هذا المفهوم، نشأ مصطلح آخر يصف الصحافة بالسلطة الرابعة Fourth Estate مما يعني ان سلطة الصحافة تتنافس مع باقيالسلطات في المجتمع. وكان إدموندبريك Edmund Burke أول من طرح هذا المصطلح في نهاية القرن الثامنعشر، قاصدا بذلك تنامي دور الصحافة في انجلترا ليواكب الدور الذي تلعبه السلطاتالثلاث الأخرى: مجلس اللوردات، الكنيسة، ومجلس العموم. وقد تتبدلالسلطات من مجتمع إلى مجتمع، ومن وقت إلى آخر.. فمثلا تقلص وضعف دور الكنيسة فيالمجتمع الأمريكي – على سبيل المثال - أدى لأن تتجسد السلطات الثلاث في السلطةالقضائية، والسلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية التي تمثلها الحكومة. وفي كل هذه الحالات، يبرز سؤال حرية الصحافةالذي يجسد طبيعة وشكل العلاقة بين الصحافة من جهة والمؤسسات الاجتماعية بما فيهاالحكومات من جهة أخرى.وقد ارتبطت حرية الصحافة بالفلسفات الغربية التي نادتبحرية الفرد، وقمع الاستبداد، وعارضت تفرد الآراء. ومن أشهر الفلاسفة الذين كتبوافي هذا المجال جون ستيورت ميل John Stuart Mill الذي أوضح في كتابه "عن الحرية" أنتخريس الرأي هو سطو على البشرية جمعاء.. ويضيف أن الرأي الذي يتم خنقه إذا كانصائبا نكون قد خسرنا هذا الرأي، وإذا كان هذا الرأي خاطئا نكون قد خسرنا معركةوميكانيزمات الصراع بين الخطأ والصواب، والتي تولد بالضرورة الرأي الصواب.. وهذا ما عناه جون ميلتون John Milton بميكانزمات"التصحيح الذاتي" self-righting والتي تعني أن الفكرة الصائبة هي التي تتفوق وتتجاوز الفكرة الخاطئةعندما تتاح الفرصة للفكرتين بالتداولوالانتشار. أ ي أنه يطرح فكرة"السوق الحرة للأفكار" كآليةلتدوال وصراع الأفكار ((McQuail,2000, p. 147. إن حرية الصحافة أول ما نشأت تمثلت في صراع بين الصحافةوشكل من أشكال السلطة، كان في القرون الوسطى هو الكنيسة، ثم تحولت الىالحكومات. وباختصار فان حرية الصحافة هيالحرية من القيود، وهذا ما عبر عنه التعديل الأول First Amendment في الدستور الأمريكي عام 1791م، والذي يؤكد علىأن الكونجرس – وهو المؤسسة التشريعية – لا يجب أن يصدر قوانين تتعارض مع حريةالتعبير أو حرية الصحافة. وقد لخص جان كين (Keane, 1991) في كتابه "الإعلام والديموقراطية"الجدل حول حرية الصحافة في أربعة اتجاهات تاريخية تناولت هذا الموضوع:1. الاتجاه الديني، الذي مثله جون ميلتونفي منتصف القرن السابع عشر، وفيه عارض القيودعلى حرية التعبير من منطلق أن الفرد – رجلا او امرأة – قد باركه الله بنعمة العقل،ومكنه من القراءة والحكم المبني على الضمير. ومن هنا فحرية الصحافة ضرورية لكونها تساعد على تطوير نوازع الخير لدىالأفراد، وينبغي أن تتعرض للاختبار بصفة منتظمة بتعريضها على آراء متباينة وخبراتمنوعة..2. الاتجاه السياسي، ومثله جون لوك John Locke مطلع القرن الثامن عشر، وفيه رأي أن حريةالصحافة ينبغى أن تنطلق من مبادئ حقوق الفرد الطبيعية المتمثلة في حقه أن يقررويختار في كل مناحي الحياة الدينية والسياسية وغيرها.. ومن حق الفرد أن ينشر ويعبرعن آرائه بدون أي قيود تفرضها الحكومات.3. الاتجاه النفعي، ويمثله كل من بينثام وميل Bentham, Mill ،وكلاهما يعتقدان أنه من أجل أن يعمل النظام السياسي بشكل اعتيادي، يجب أن تكون فيالمجتمع ميكانيزمات تفعيل للتعبير عن الرأي العام. ويرى كل منهما أن الرأي العام هو الضمانةالرئيسة لعدم إساءة استخدام الحكم، أو إساءة استخدام التشريع في المجتمع. وهكذا فان حرية الصحافة تهيئ وتخدم التعبير عن الرأي العام. ويضيف ميل أن الشعب لا يستطيع أن ينتقد حكومتهإذا لم تقدم له المعلومات كاملة عن الشخصيات التي تدير الشأن العام في المجتمع،وهذه مهمة الصحافة الحرة.4. ومثل الاتجاه الرابع جون ستيورتميل John Stuart Mill الذي انتقد المذهبالنفعي، الذي جعل من حرية الصحافة ضرورة براجماتية، ويرى ميل أن التداول الحرللأفكار من خلال الرأي العام هو مطلب أساسي لمجرد الوصول إلى الحقيقة. وقد تبنى المؤسسون الأمريكيون – على وجه الخصوص- أفكار ستيورت ميل وجعلوها منطلقا لفهمهم عن دور الصحافة في المجتمع، ونادوابالتالي بحرية الصحافة. ويعتقد الكثير انالفكر الذي طرحه ميل في هذا الخصوص يعطيه الأبوة الشرعية للصحافة الليبرالية فيالعالم (Williams,2003).وقد أشار ثومبسون (Thompson, 1995, p. 238) إلى أن هؤلاء المفكرين الكلاسيكيين قد رأوا أنحرية التعبير عن الآراء من خلال صحافةمستقلة هو الضمان الأساسي لتنوع وجهات النظر، وما يتبع ذلك من تنوير لآفاق الرأيالعام. وتلعب الصحافة الحرة والمستقلة دورا محوريا في حراسة المجتمع ومؤسساتالدولة.نظرية المسئولية الاجتماعية:تنطلق هذه النظرية من محاول إيجاد توازن بين مفهوميالحرية والمسئولية. ونظرا لتزايد النقد ضدالصحافة مع مطلع القرن العشرين وخلال العقود الأولى منه نتيجة اعتماده على الإثارةوالمنطق التجاري، ونتيجة الاحتكارات و الإنحيازات السياسية لهذه المؤسسات فيالولايات المتحدة، تكونت لجنة خاصة للنظر في هذه الأمور بشكل عام ،عام 1942م تحترئاسة هتشنز Huchins رئيس جامعة شيكاغو. وقد وضعت هذه اللجنة نصب عينيها مهمة التحقيقفي هل أخفقت أو نجحت الصحافة الأمريكية في أداء دورها الاجتماعي، وتحديد أين مواقعالحرية التي ينبغي على الصحافة أن تتوقف عندها، وما تأثير الضغوط الحكومية اوالإعلان التجاري على حرية العمل الصحافي. وقد أعدتاللجنة تقريرها عام 1947م، وفيه عكست نقدا لأداء الصحافة في عدم تهيئة الفرصة لأصواتأخرى غير تلك المؤثرة والمرتبطة بالقوى الفاعلة في المجتمع. وفي هذا التقرير تم استخدام مصطلح"المسئولية الاجتماعية" لأول مرة وانعكس في تحديد مسئوليات واضحة ينبغىأن تعمل عليها الصحافة، بما في ذلك إتاحة المجال أمام مختلف الطبقات والفئاتالاجتماعية للتعبير عن رأيها واتجاهاتها حول القضايا العامة في المجتمع. وقد أيقظت هذه اللجنة الحاجة في دول غربية أخرى(المملكة المتحدة والسويد) الى تأسيس لجان للنظر أوضاع الإعلام واقتراح حلول عمليةفي هذا الاتجاه. وعلى سبيل المثال طرحبيكارد (Picard, 1985) مفهوم نظرية جديدة أسماها النظرية الديموقراطيةالاشتراكية للإعلام democratic-socialism theory وحاول من خلالها تحسس التحولات في المجتمعالأوربي بخصوص دور وسائل الإعلام في المجتمع.النظرية التنموية:ترتبط هذه النظرية بأوضاع الدول النامية، وتعكس الدورالمتوقع من وسائل الإعلام في المجتمعات النامية. ويرى مكويل McQuail,1983)) أن هناك تقاربا بين الدور الذي تلعبه وسائل الإعلاموفق النظرية الشيوعية والدور الذي يقوم به الإعلام في الدول النامية في كونالنظريتين تسعيان إلى تأكيد قيام الإعلام بواجبات سياسية واجتماعية لخدمة المصلحةالعليا في المجتمع. وبعكس ما تشير إليهالنظرية الليبرالية، فان النظرية التنموية تتوخى المعالجة المتأنية للأخبارالمثيرة، وترى أن نشرها وبثها ربما يأتي بنتائج سلبية على المجتمع أو على الأوضاعالسياسية والاقتصادية بشكل خاص. ولا يؤمنالإعلام التنموي بمقولة إن الأخبار السيئة هي أخبار جيدة من وجهة النظر الإعلام bad news is good news لأنه يستدعي عناوين كبيرة ومساحات وصفحات كثيرةمن التغطية الإعلامية. وفي المقابل، تتجهوسائل الإعلام التنموية إلى مفهوم التغطيات الإيجابية، أو ما يسمى بالإخبار الجيدة good news نظرا لكونها تدعم الأوضاع الداخلية في تلك المجتمعات، وتعطي أولويات رئيسةللثقافات المحلية. وقد تعرضت النظريةالتنموية للنقد من أنصار النظريات الليبرالية على خلفية أن كل ما تقوم به وسائلالإعلام في الدول النامية طبقا لهذه النظرية ليس إلا رقابة مباشرة وتشويشا علىمصداقية وسائل الإعلام (Watson,2003) . وهذا ماحدا بوكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الدولية إلى إهمال الأخبار والتقاريرالتي تأتي من وسائل الإعلام في الدول النامية، بحجة أنها مواد دعائية لا تستحقالنشر أو البث.نظرية المشاركة الديموقراطية:عتبر هذه النظرية امتداد في المفاهيم والتطبيق للنظريةالليبرالية، وكما أشار إليها مكويل McQuail, 1983))، فان اتجاه النظرية هو فيإعطائها قيمة عالية للأفقية الهيكلية لوسائل الإعلام، بدلا من الهيكلية الرأسية(المركزية) المعتادة في الإدارة الإعلامية لوسائل الإعلام في المجتمعات الغربية.كما أن هذه النظرية تعطي أهمية قصوى لبدائل إعلامية جديدة بعيدة عن الوجه التجاريوالاحتكاري البحت الذي تفيض به وسائل الإعلام الكبرى. وتؤكد هذه النظرية دور المستقبل الإعلامي فيصناعة المادة الإعلامية – على عكس ما تقوم به وسائل الإعلام التقليدية في دورمحوري للمرسل الإعلامي- . وتسعى النظريةإلى كسر الاحتكار الذي تؤسسه المنظمات الإعلامية الكبرى بإيجاد بدائل من وسائلالإعلام المحلية باستخدام الكيبل التلفزيوني ومحطات إذاعية وتلفزيونية وصحفمحلية. ولتعزيز هذا الدور تعطى الجماعات المحلية والثقافاتالفرعية أدوات إعلامية ليمارسوا دورهم فيتعزيز ثقافتهم وحضورهم الاجتماعي، وهذا الدور موجود في حالات عديدة في الولاياتالمتحدة، ولكنه ممارسة معروفة بشكل خاص في الدول الإسكندنافية (Baran & Davis, p.118). وتؤسسنظرية المشاركة الديموقراطية لحقوق المستقبل في الرد وإبداء الرأي وصناعة الموضوعات ، وهي خليط من الليبراليةوالمثالية والاشتراكية والمحلية(Watson, 2003)،حيث أن تطبيقاتها في البيئة الليبرالية من المجتمعات الغربية، وهي نزعة نحو الوضعالمثالي للتطبيقات الخاطئة في النظرية الليبرالية، كما أنها ذات تركيز أكبر علىالقضايا المحلية للبيئات التي توجد فيها وسائل الإعلام. | |
|
الصحافي عضو فعال
الجنس : السٌّمعَة : 1 الْمَشِارَكِات : 139 النقاط/ : 350 العـمــر : 34 الدولة :
| |