الصحافي عضو فعال
الجنس : السٌّمعَة : 1 الْمَشِارَكِات : 139 النقاط/ : 350 العـمــر : 33 الدولة :
| موضوع: ماهية الصحافة المتخصصة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:02 am | |
| الطريقة الأمريكية : الصحافة المتخصصة
تكلف مؤسسات صحفية عديدة الصحفيين بتغطية مجالات معينة يتخصصون فيها، تكون إما منطقة جغرافية أو موضوعاً معينا، وتعرف "بمجالات التخصص". وقد استخدم هذا التعبير (باللغة الإنجليزية) في الأصل لوصف طريق معين منتظم لحارس أو شرطي يكون مسؤولاً عن أمنه. وتفسح هذه الطريقة المجال للصحفيين للتعرف على المنطقة والناس الذين يشكلون منطقتهم، ويكون عليهم في الكثير من الحالات تعلم مفردات متخصصة لكي يفهموا مصادرهم. ولكن هذا لا يعني أنهم يستخدمون تلك المفردات في قصصهم الإخبارية، بل على العكس من ذلك يصبح الصحفيون الأكفاء المتخصصين بتغطية موضوع معين أو منطقة محددة مترجمين ومفسرين، يحولون المعلومات المبهمة إلى معلومات يسهل على الجمهور العام فهمها.
والتخصص نادر في مكاتب التحرير الصغيرة، حيث يتوقع من كل صحفي أن يغطي كل نوع من أنواع القصص الإخبارية. ولكن الوضع مختلف في المؤسسات الصحفية الكبيرة، حيث تتاح للصحفيين في الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية الفرصة للتركيز على نوع معين من الأخبار. وبعض مجالات التخصص في التغطية تقليدية: الحكومة والشرطة والمحاكم والأعمال التجارية، على سبيل المثال. والبعض الآخر يتفاوت بتفاوت الأوضاع. فقد يعهد إلى الصحفيين التخصص، بناء على تركيبة المجتمع المحلي، في تغطية أنباء البيئة أو المسنين أو التعليم.
وتقع على الصحفيين الذين يغطون مجالات محددة مسؤولية أساسية واحدة لا غير: البقاء مطلعين تماماً في جميع الأوقات على أحدث المستجدات في مجال تخصصهم. ويتوقع منهم أن يغطوا مصادر القصص الإخبارية التي تظهر في مجال اختصاصهم - الاجتماعات والتقارير المطبوعة ومواقع الشبكة الإلكترونية وغيرها من الأحداث الروتينية - كما أنهم مسؤولون أيضا عن البحث عن الأخبار التي تتجاوز ما هو واضح للعيان. ويطور الصحفيون المتخصصون قصصهم الإخبارية عن طريق مبادراتهم الشخصية من خلال إقامة علاقات مع المصادر التي تبقيهم على اطلاع على ما يجري، ليس فقط في العلن، بل أيضا وراء الكواليس. وهم ينتجون تشكيلة واسعة من القصص الإخبارية، من الأخبار العاجلة التي ما زالت تشهد تطورات إلى المقالات الخاصة. ويقول تشيب سكانلان، وهو صحفي متخصص سابق عمل في صحف نايت ريدر ويعمل حاليا في معهد بوينتر إن "أفضل الصحفيين المتخصصين الذين عرفتهم منظمون جدا ويتصفون بالتصميم والعزم ويتمتعون بفهم واضح لمهمتهم ولديهم مصادر كثيرة متنوعة". مهارات التغطية الصحفية المتخصصة
هناك مهارة أساسية يجب توفرها في الصحفي المتخصص، مهما كان المجال الذي يختار أو يكلَف التخصص في تغطيته- سواء كان مجالاً جغرافياً أو موضوعاً محددا: القدرة على فهم المؤسسات التي تهيمن على المجال الذي يتخصص في تغطيته. ويتطلب تعلم كيفية عمل النظام تكريس الوقت والجهد له ولكن الصحفي ومؤسسته يكافأان على ذلك بقصص إخبارية لا يستطيع الصحفيون الذين لا يتخصصون في تغطية موضوعه أو منطقته إنتاج مثلها. ويستخدم إريك نالدر، وهو الصحفي الذي كشف قصة طوافات النجاة التي نوقشت في الفصل 2، الأسئلة التالية لبدء التعرف على مجال تخصصه:
* من هم اللاعبون الرئيسيون؟ * من هو المسؤول؟ * من هم المنظمون؟ * ما هي القواعد المتبعة؟ * كيف تنجز الأمور؟ * أين تسجل الأخطاء؟ * أين يسجل الإنفاق؟ * من هو الشخص الذي يعرف القصة الحقيقية وكيف يمكنني الحصول عليها؟
وللحصول على أجوبة لهذه الأسئلة يتعين على الصحفي أن يبذل مجهودا كبيرا وأن "يثابر على التعرف على مجاله." اقرأ كل ما يمكنك عن موضوع تخصصك، واجمع جداول مواعيد وبرامج عمل الاجتماعات واشترك في المطبوعات المتخصصة. ولكن الأهم من كل شيء هو أن تنهض وتنطلق بحثاً عن الأنباء. ولا يمكن للصحفيين المتخصصين الاعتماد على الهاتف وحده؛ بل يتعين عليهم التعرف على مجالهم، التعرف على الناس والتحدث معهم. ويقول مايك ماثر، وهو صحفي متخصص في التحقيقات الصحفية في محطة (WTKR-TV) التلفزيونية في نورفوك بولاية فرجينيا "لم يحصل أحد أبدا على قصة إخبارية وهو جالس في مكتب التحرير. تعرف على كل من يمكن أن يستطيع مساعدتك - من المسؤولين إلى الكتبة - ووزع بطاقتك الشخصية على كل من تقابل في مجال تخصصك. ضع قائمة بالمصادر تشتمل على أكبر قدر يمكنك الحصول عليه من المعلومات الخاصة بالاتصال بها، وابق على اتصال بهؤلاء الأشخاص عن طريق الزيارات المنتظمة. ويتحرى الصحفي الجيد، بالإضافة إلى تغطية اللاعبين الرئيسيين في مجال اختصاصه، تأثير تصرفاتهم وإجراءاتهم على الناس في مجتمعهم.
وتتطلب تغطية مجالات التخصص مهارات تنظيمية وشخصية قوية. ويعني تحقيق التنظيم استخدام تقويم (أو رزنامة) لتسجيل مواعيد الاجتماعات وجلسات المساءلة والاستماع والمواعيد المحددة لتقديم التقارير وتصريف الأعمال. كما يعني وجود نظام موثوق نقال لحفظ واسترجاع المعلومات الخاصة بالمصادر التي يمكن الاتصال بها، خاصة أرقام التليفونات وعناوين البريد الإلكتروني. كما يعني حفظ ملف للأفكار المتعلقة بالقصص الإخبارية المستقبلية، مع قوائم يومية بالأمور التي تنبغي متابعتها. ويحتفظ صحفيون كثيرون بهذه المعلومات الآن في أجهزة الكمبيوتر، مستخدمين البرامج التي تسهّل البحث عن الأشخاص والتواريخ. ولكنهم يحتاجون إليها أيضا حين لا يكونون في المكتب، ولذا فإنهم يحملون أوراقا مطبوعة أو جهاز كمبيوتر شخصي صغير يمكن حمله أو ذلك الجهاز المحمول يدويا والمفيد الذي يسمح بالوصول من بعد إلى الشبكة الإلكترونية وهو المساعد الرقمي الشخصي (PDA). وبما أنه التكنولوجيا قد تصاب بخلل ولا يمكن الاعتماد عليها تماماً فإن من المهم تصوير نسخة احتياطية للمعلومات بصفة متكررة.
والتخصص بتغطية مجال معين يعني إقامة صلة وثيقة بالناس بحيث يثقون بك، مع المحافظة في الوقت نفسه على مسافة مهنية بينك وبينهم. ويقول سكانلان إن أصعب جزء من عمل الصحفي المتخصص في مجال معين هو "التعامل مع المصادر التي عليك أن تعود إليها كل يوم، حتى ولو أنك كتبت قصة إخبارية لا تروق لها". الحكومة والسياسة
يجب على الصحفيين الذين يغطون الحكومة أن يفهموا كيفية عملها من الداخل وأن يتقصوا تأثير القرارات الحكومية. والصحفيون الذين يسألون السؤال الأساسي "من يهتم بذلك؟" عند تغطية الحكومة يكونون قادرين على إيجاد أشخاص تتأثر حياتهم بما تتخذه الحكومة من إجراءات. والقصص الإخبارية التي تتعلق بهؤلاء الأشخاص تعدّ أكثر تشويقا وإثارة لاهتمام الجمهور.
وينجز الكثير من أعمال الحكومة في اجتماعات، ولذا ينبغي على الصحفيين المتخصصين بتغطية أنبائها توقع تغطية الكثير من هذه الاجتماعات. إلا أن الاجتماع الممل لا يبرر كتابة قصة إخبارية مملة. ويعتمد الجمهور على الصحفي لكي يخبره الأمور المهمة فقط، وليس كل ما حدث حسب التسلسل الزمني. ولا تركز أفضل القصص الإخبارية المتعلقة بالاجتماعات على ما حدث في غرفة الاجتماع، بل على الناس الذين يتأثرون بما حدث.
ومن المهم جدا بالنسبة للصحفيين الذين يغطون أنباء الحكومة أن يعرفوا كيف يقرأون ويفسرون الميزانية وغيرها من البيانات المالية. وفي حين أن النصيحة القائلة "تتبع المال" نصيحة جيدة لجميع الصحفيين، إلا أنها مهمة بشكل خاص للذين يغطون الأنباء الحكومية والسياسية. ورغم أن القصص الإخبارية المتعلقة بالتمويل الحكومي قد تبدو جافة، إلا أن للضرائب والإنفاق تأثير مباشر على الجمهور ويحتاج الناس إلى معرفة الطريقة التي تنفق فيها أموالهم. وتشكل الوثائق بصورة عامة عصب حياة الحكومة، لذا يتعين أن يكون الصحفي المتخصص بتغطية أنبائها قادراً على الحصول عليها وفهمها.
وللصحفيين السياسيين في الدول الديمقراطية مهمة أساسية واحدة: تزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرار مستنير مبني على حسن الاطلاع للاختيار بين المرشحين لمنصب انتخابي. ولتحقيق ذلك، يتعين على الصحفيين أن يتحروا خلفيات المرشحين ومؤهلاتهم ومواقفهم إزاء القضايا الرئيسية وما يقولونه خلال حملاتهم الانتخابية وفي إعلاناتهم الدعائية. والصحفيون الذين يغطون القضايا السياسية يلتفتون أيضاً إلى مؤيدي المرشحين، حيث أن مصالحهم تلقي في كثير من الأحيان ضوءا على ما سيفعله المرشح السياسي إذا ما تم انتخابه.
معلومة جانبية: أسئلة يجب أن يسألها الصحفيون عن الاستطلاعات
* من أجرى الاستطلاع؟ هل هي منظمة استطلاعات شرعية؟ وما هي الجهات الأخرى التي تجري هذه المنظمة استطلاعات لها؟ * ما هي الجهة التي موّلت هذا الاستطلاع؟ وما هي أجندتها السياسية؟ * ما عدد الأشخاص الذين استُطلع رأيهم؟ * كيف تم اختيارهم؟ * ما نوع الأشخاص الذين استطلع رأيهم؟ * هل النتائج مبنية على أجوبة جميع أو بعض من استطلعت آراؤهم؟ * متى أجري الاستطلاع؟ * كيف أجري الاستطلاع؟ * ما هي الأسئلة التي طرحت؟ * ما هو هامش الخطأ؟ وما هي الأرقام الخام؟ * هل النتائج مختلفة عن نتائج الاستطلاعات الأخرى، وإذا كان الأمر كذلك: فلماذا؟ * هل يستحق هذا الاستطلاع التغطية الصحفية؟
اقتبست بعد الحصول على الموافقة من "20 سؤالا يجب على الصحفي أن يسألها عن نتائج الاستطلاعات"، الطبعة الثالثة، تأليف الدكتور شيلدون آر. غاويزر وجي. إيفانز ويت. (http://www.ncpp.org)
وتعد استطلاعات الرأي العام عنصراً أساسيا في تغطية الحملات الانتخابية، ولكن يتعين على الصحفيين أن يمعنوا النظر قبل أن يقرروا ما إذا كانت نتائج الاستطلاع جديرة بالتغطية (أنظر المعلومة الجانبية "أسئلة يجب أن يسألها الصحفيون عن الاستطلاعات"). واستطلاعات "سباق الخيل" أو "المتابعة" التي تعطي النسبة المئوية من الناخبين الذين يؤيدون كل مرشح في وقت معين محدودة الأهمية باستثناء كونها توفر نظرة عابرة على المنافسة بين المرشحين في يوم معين. ويعتقد بعض الصحفيين أن هذه الاستطلاعات قد تؤثر في الناخبين لصالح المرشح المتقدم لأن الناس يرغبون عادة في تأييد الفائز. ولكن البحاثة في الولايات المتحدة توصلوا إلى أن الناخبين الذين يهتمون بأمر الاستطلاعات يحصلون أيضا على معلومات إضافية عن القضايا المطروحة في الحملة الانتخابية. ونصيحة البحاثة للصحفيين هي أن يواصلوا تغطية أنباء نتائج استطلاعات المتابعة المسوغة طوال الحملة الانتخابية، ولكن دون جعلها نقطة تركيز رئيسية في تغطيتهم.
وفي ما يتعلق بقضايا الحملة الانتخابية، يتعين على الصحفيين أن يصبوا اهتمامهم ليس فقط على ما يقوله المرشحون وإنما أيضا على ما يريد الناخبون معرفته. وتجري مؤسسات صحفية عديدة "استطلاعات تتعلق بالقضايا" للتعرف على القضايا التي تحظى باهتمام الجمهور خلال السنة الانتخابية. وقد يحاول المرشحون أحيانا تجنب مناقشة قضية مثيرة للجدل ولكنها مهمة جدا بالنسبة للناخبين. وفي تلك الحالة، يتعين على الصحفيين أن يثيروا الأسئلة التي يسألها الجمهور. ولا يكتفي الصحفيون السياسيون الجيدون بالإشارة إلى موقف المرشحين حيال القضايا، بل يسألون عما أنجزه المرشحون حول تلك القضايا في مناصبهم المنتخبة السابقة أو في المناصب الأخرى التي ربما كانوا قد شغلوها. ولترجمة القضايا إلى واقع من الحياة، يبحث الصحفيون عن أشخاص تصور قصصهم الفردية سبب أهمية القضايا والاختلاف الذي سيحدثه فوز مرشح أو آخر في الانتخابات. الأعمال والاقتصاد
يمس مجال الأعمال التجارية حياة كل شخص تقريبا. فالبطالة وتكاليف المواد الغذائية والوقود والمدخرات الشخصية والاستثمار أمور لا تهم كبار رجال الأعمال فحسب، بل تهم أيضا العمال والمستهلكين. والتخصص في تغطية أنباء النشاطات التجارية والصناعية المحلية يعني تغطية أخبار أصحاب العمل والعمال ونشاطات البناء وبيع العقارات، بالإضافة إلى القطاعات التي تمد الاقتصاد المحلي بالقوة والاستمرارية، سواء كانت الزراعة أو الصناعة أو التعدين أو الرعاية الصحية. وعلى الصعيد القومي، يغطي صحفيو الأعمال والتجارة مواضيع أكثر صعوبة بالنسبة للجمهور كأسواق المواد الأولية والبورصة ومعدلات الفائدة وديون المؤسسات.
ويتعين على الصحفيين الذين يغطون الأعمال التجارية والاقتصاد أن يجعلوا قصصهم الإخبارية مفهومة للجمهور العام غير المتخصص. ويجب أن يفهموا المفاهيم والمصطلحات الاقتصادية وأن يكونوا قادرين على تعريفها وإعادة تقديمها بلغة بسيطة. وهذه عادة حسنة حتى للصحفيين الذين يعملون في المطبوعات المتخصصة أو الراديو أو التلفزيون والذين قد يتوقع من جمهورهم أن يكون ملما بهذه المصطلحات. ففي الولايات المتحدة، مثلا، تستهدف جريدة وال ستريت جورنال القراء المطلعين في مجال الأعمال، ولكن الجريدة مع ذلك توضح معنى مصطلحات مألوفة مثل "الناتج القومي الإجمالي"، أي القيمة الكلية لإنتاج البلاد من السلع والخدمات. ويطور الصحفيون الذين يغطون الأعمال التجارية مع مرور الوقت قائمة خاصة بهم تتضمن تعريفاً دقيقاً بالمصطلحات المختلفة يمكنهم استخدامه في قصصهم الإخبارية.
وسوف يقدّر الجمهور تعريفاً واضحا لما يعنيه "تحويل الدين" و"تخفيض قيمة العملة" و"الخصخصة" وغيرها من المصطلحات الاقتصادية. كما سيقدّرون القصص الإخبارية التي توضح سبب أهمية هذه الأمور بالنسبة للأفراد والشركات والحكومات على حد سواء.
ومن الضروري أن يكون الصحفيون الذين يغطون أنباء النشاطات التجارية والاقتصادية قادرين على قراءة واستيعاب البيانات المالية والميزانية العامة والتقارير السنوية. وكثيرا ما يجدون قصصا إخبارية عندما يدرسون التغير في الدخل أو الإنفاق من سنة لأخرى. وهم يقومون بمقارنة أداء الشركات مع غيرها في الصناعة نفسها أو في المنطقة نفسها. فمثلا، عندما تفلس مؤسسة أعمال أو يتم إغلاقها لا يسأل الصحفيون فقط عن عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم وإنما أيضا عن الأثر الذي سيتركه إغلاقها على المجتمع المحلي. وللإجابة على ذلك السؤال الأكثر شمولا فإنهم يحتاجون إلى معرفة ما إذا كانت الشركة واحدة من أكبر الشركات في المنطقة من حيث عدد موظفيها، وما إذا كانت الشركات المحلية الأخرى توفر المنتجات والخدمات نفسها، ومعدل البطالة في المنطقة، وما إلى ذلك.
ويتطلب التخصص في تغطية قطاع الأعمال معرفة أعمق بالرياضيات والإحصاءات مما تتطلبه معظم مجالات التخصص الأخرى. إلا أنه يتعين على الصحفيين المتخصصين في تغطية أنباء قطاع الأعمال أن يستخدموا الأرقام بتحفظ في قصصهم الإخبارية لأن كثرة الأرقام تجعل القصة الإخبارية جافة ومملة. وتظهر أكثر القصص الإخبارية المتعلقة بقطاع الأعمال تشويقا أهمية التطورات من خلال وضعها في سياق إنساني بحيث تصف كيف ما كان لها من تأثير، أو ما سيكون لها من تأثير، على أفراد معينين. الصحة والعلوم والبيئة
للقصص الإخبارية المتعلقة بالصحة والبيئة ارتباط مباشر بحياة الناس. والصحفيون الذين يغطون مرض الإيدز يعرفون أن الجهل قد يكون بخطورة المرض نفسه. ويمكن لقصصهم الإخبارية أن تثقف الناس لكي يقوا أنفسهم من الإصابة به. والصحفيون الذين يغطون مجال الصحة والعلوم والبيئة قد يغطون كل شيء من إنفلونزا الطيور إلى الخريطة الجينية للإنسان وما لإقامة السدود على الأنهار من تأثير على البيئة وحياة الناس. والقضايا الأساسية في كل من هذه المواضيع معقدة، ومهمة الصحفي هي تبسيطها وتفسيرها بوضوح.
وعند التعامل مع هذه الأنواع من القصص الإخبارية، من الضروري أن يكون الصحفيون ملمين بلغة العلماء والبحاثة الطبيين التي يمكن أن تكون مشوشة للأشخاص العاديين. وينصح الصحفي دنيس بيكيرت، من وكالة الأنباء الصحفية الكندية، بعدم الشعور بالرهبة من هذه اللغة والمصطلحات العلمية وبعدم استخدامها في تقارير الأخبار. والصحفيون المتخصصون في مجال العلوم، مثلهم مثل الصحفيين المتخصصين في تغطية النشاطات التجارية والصناعية، يضعون قائمة خاصة بهم تعرف بالمصطلحات المعقدة وتوضحها كي يمكنهم كتابة قصص إخبارية يفهمها الجمهور العام.
ومن الضروري أن يكون الصحفيون المتخصصون في تغطية المواضيع العلمية ملمين بالأسلوب العلمي والرياضيات الأساسية والإحصاءات، لكي يتحققوا من صحة نتائج دراسات الأبحاث. وفي الوقت نفسه، يتعين عليهم أن يقاوموا الرغبة الشديدة في تحويل كل تطور إلى تقدم مفاجئ مهم أو اختراق، وأن يقاوموا الرغبة في الإلحاح للحصول على أجوبة "نعم" أو "لا" بدلا من قبول الاحتمالات. وقد لا تبدو قصصهم الإخبارية، نتيجة لذلك، مثيرة جداً ولكنها ستكون أكثر دقة.
والصحفيون المدربون على تغطية جميع جوانب القصة الإخبارية كثيرا ما يقعون في فخ عندما يغطون العلوم. فتقديم تغطية متوازنة للآراء العلمية المختلفة المتناقضة قد يؤدي في الواقع إلى تضليل القراء أو المستمعين أو المشاهدين. فمثلا، تعتقد الأغلبية الساحقة من العلماء بأن التعرض للرصاص يمكن أن يلحق الضرر بمستويات الذكاء عند الأطفال. ولا تخالف هذا الرأي سوى حفنة من العلماء. وفي حين أنه يمكن للصحفي أن يذكر وجهتي النظر إلا أن عليه ألا يفعل ذلك بشكل يوحي بعدم وجود إجماع علمي حول القضية.
وتقدم كارول روجرز، أستاذة الصحافة بجامعة ماريلاند ومحررة لكتب عن الكتابة العلمية، اقتراحين مفيدين للصحفيين المتخصصين بتغطية مجالات معينة. أولا: التعريف بالمصدر مهم. فكثيراً ما ينقل الصحفيون أقوال خبراء بدون التعريف بهم كما ينبغي. ومن حق الجمهور أن يعرف لماذا تنقل أقوال شخص معين. فمثلا، نقلت قصة إخبارية حول مؤتمر دولي عن تغير المناخ أقوالاً لمدير مكتب العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض، ولكنها لم تذكر أنه من علماء المناخ المرموقين. وكان من شأن ذكر ذلك أن يتيح المجال للجمهور لتقييم صحة تعليقاته بشكل أفضل.
ثانيا، تقول روجرز إن الجماهير لا يلمّون بخلفية المواضيع التي يضيفها الصحفيون إلى القصة الإخبارية، وخاصة المعقدة منها. لذا يجب ألا يفترض الصحفي الذي يقوم بتغطية مؤتمر علمي مثلا أن جمهوره قد سمع أو قرأ القصة الإخبارية التي ظهرت في اليوم السابق، أو أنهم سيسمعون أو يقرأون القصة الإخبارية التي ستظهر في اليوم التالي. وعليه بالتالي أن يقدم لهم الخلفية التي يحتاجون إليها لكي يفهموا القضية وأن يفعل ذلك وكأن قصته الإخبارية هي الوحيدة التي سيقرأه الجمهور أو يسمعها حول الموضوع، فقد تكون كذلك بالفعل. الشرطة والمحاكم
ينبغي أن يكون الصحفيون المتخصصون في مجال تغطية أنباء الجرائم والمحاكم مدركين لكيفية عمل نظامها. وليس لدى سوى عدد قليل من الصحفيين أي خبرة في العدالة الجنائية، ولكن الصحفيين المتمرسين المتخصصين في تغطية نشاطات الشرطة يقترحون على الصحفيين دراسة مساق واحد على الأقل حول الموضوع. وقد اشتهر رجال الشرطة بممانعتهم وكرههم تزويد الصحفيين بأي معلومات، ولكن إذا كنت ملمّا بقوانينهم وأنظمتهم وإجراءاتهم فسيكون بوسعك توجيه أسئلة أفضل وتحسين فرصك للتوصل إلى ما تريد معرفته.
والصحفيون الذين يغطون أنباء نشاطات الشرطة بحاجة إلى أن يعرفوا على وجه التحديد كيف تعرّف الجرائم في المجتمع الذي يغطونه. ففي الولايات المتحدة، مثلا، "السطو" و"السلب" أمران مختلفان. فالسطو يعني دخول مبنى لارتكاب جريمة. أما السلب فهو سرقة مال أو ممتلكات بالقوة. وقد يحول وضع لائحة بالمصطلحات الأساسية دون ارتكاب أخطاء محرجة. وقد يوفر بيان صحفي تصدره الشرطة الحقائق الأساسية المتعلقة بجريمة، ولكن الصحفي الجيد يبحث عن المزيد من المعلومات، ويذهب إلى مسرح الجريمة للبحث عن التفاصيل ويتحدث مع الجيران أو مع شهود عيان، حينما يكون ذلك ممكنا.
ويتعين على الصحفيين المتخصصين بتغطية أنباء المحاكم أن يكونوا ملمين بجميع الإجراءات وكيفية سير العملية بكاملها من بدايتها حتى نهايتها، أي أنه ينبغي أن يكونوا ملمين بما يحدث عندما يلقى القبض على مشتبه به ويتهم ويستدعى إلى المحكمة ويحاكم ويصدر حكم ضده أو يطلق سراحه. ويقول الصحفيون المتمرسون إن أفضل طريقة للإلمام بالعملية هي قضاء وقت في قاعات المحاكم. ابدأ بكتبة المحاكم الذين يتابعون لائحة القضايا التي ستنظر فيها المحكمة والجدول الزمني. اسأل عن كيفية الحصول على نسخ لسجل المحكمة والملفات والشهادات. اقرأ ملفات القضايا - بما في ذلك الطلبات الموجهة إلى المحكمة أو القاضي ومذكرات الخصوم قبل المحاكمة - وتابع ما ينشر عن القضية إذا لم تتمكن من الحضور إلى المحكمة كل يوم، وهو ما يحدث في كثير من الأحيان.
ومحامو الدفاع من أفضل مصادر المعلومات للصحفيين المتخصصين في تغطية المحاكم. وكثيراً ما يكونون أكثر استعداداً من المدعين العامين للتحدث مع الصحفيين حول القضايا التي يعملون عليها. ابذل ما استطعت من جهود لفهم المصطلحات القانونية، ولكن تجنب استخدامها في قصصك الإخبارية. وتقول إس. إل. أليكزاندر مؤلفة كتاب "تغطية المحاكم: دليل للصحفيين" إن "المحامين ينصحون باستخدام كلمات كبيرة لتشويش الصحفيين. فإذا لم تفهم معنى شيء ما قم بسؤال الشخص الذي تجري معه المقابلة عن معناه". الرياضة
يقدّم الصحفيون المتخصصون بمجال الرياضة بعض أفضل ما يكتب في الصحافة. ويقول الصحفي التلفزيوني المتخصص بالمجال الرياضي بيل شوانبيك، الذي يعلّم الآن في جامعة كوينيبياك بولاية كنيتيكت، إن قصصهم الإخبارية تشتمل بطبيعة الحال على المواقف والأحداث المثيرة والعواطف والشخصيات الشهيرة. وكتّاب الرياضة الجيدون يفعلون أكثر بكثير من مجرد إعلان عدد الأهداف في مباراة أو نتائج سباق رياضي. فهم يقدّمون الأساسيات، بطبيعة الحال، ولكنهم يقدّمون أيضا وجهة نظر وسياقا لا يحصل عليه الجمهور من حضوره للمباراة أو مشاهدتها على التلفزيون. ويوضح الصحفيون المتخصصون في المجال الرياضي عنصري "لماذا" و"كيف" في الحدث الرياضي، وليس عنصري "من" و"ماذا" فقط. كما أنهم يغطون الجانب التجاري في مجال الرياضة ويكتبون مقالات خاصة عن الرياضيين وأصحاب الفرق الرياضية والمعجبين.
إلا أنه يتعين على كتّاب الرياضة أن يبدأوا، مع ذلك، بالأساسيات. ومن الضروري أن يكونوا ملمين بجميع الرياضات، وأن يفهموا قواعد اللعبة أو الرياضة التي يقومون بتغطيتها وكيف يتم تسجيل الهدف. ويتعين على هؤلاء الصحفيين إعداد تقاريرهم ضمن مهلة زمنية قصيرة محددة، خاصة عندما يغطون المباريات المسائية. كما يتعين عليهم أن يتابعوا تسجيل الأهداف ويدونوا الملاحظات في الوقت نفسه، وهي ليست مهمة سهلة خلال مباراة يتحرك فيها اللاعبون بسرعة. والأهم من كل ذلك هو أن عليهم إيجاد موضوع أو فكرة رئيسية لكل قصة إخبارية وبناء التفاصيل حولهما.
وفي كثير من الحالات لا تكون أفضل القصص الصحفية عما يحدث في الملعب. فالصحفي الجيد المتخصص بتغطية الأنباء الرياضية يكتشف ما يحدث وراء الكواليس، ويحاول معرفة الجو في غرفة تغيير الملابس، أو أي توتر بين لاعبين قد يؤثر على الفريق كله. ويعامل الصحفيون اللاعبين والمدراء باحترام، ولكنهم لا يؤخَذون ببطل رياضي. وهم يتمتعون عادة بالرياضات التي يغطونها، ولكنهم ليسوا من المعجبين أو المناصرين لأي فريق. وكجميع الصحفيين، يتعين عليهم أن يكونوا نزيهين ومراقبين مستقلين للقصص التي يغطونها. وكما يتجنب صحفيو الأعمال التجارية والعلوم المصطلحات الاقتصادية والتجارية، فإن على كتّاب الرياضة أن يتجنبوا المصطلحات التي لا يعرفها سوى أكبر المعجبين المتحمسين أو المدربين. ويقول الصحفي الرياضي السابق مايك رايلي، وهو الآن ناشر للموقع الإلكتروني "صندوق أدوات الصحفي" "حافظ على البساطة، ولا تحاول أن تكون متحذلقا". كما يحذر الصحفيين الشباب بأن يتوقعوا أن تتحول بعض المقابلات مع الرياضيين والمدربين إلى مجابهات، خاصة بعد خسارة إحدى المباريات. ويضيف رايلي أن الكثير من الرياضيين المحترفين يجدون متعة في ترهيب الآخرين، لذا كن مستعدا للصمود والدفاع عن موقفك.
| |
|
djamele7892 إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ : 10349 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: رد: ماهية الصحافة المتخصصة السبت مارس 19, 2011 1:24 am | |
| | |
|