"ماذا تفعل هنا ؟ لماذا تجلس هكذا،
وتقرأ الأعمدة والمقالات في أريحية واستسلام ؟ ليس هذا هو وقت القراءة..
هذا هو وقت الفعل.. هذا هو وقت الجد.. هذا هو وقت التحرك.. مكانك في الشارع
مع إخوانك وأخواتك، الذين غادروا بيوتهم وهم لا يعلمون متى سيعودون
إليها.. حطَّموا حاجز الخوف والفزع من أسلحة وقنابل الشرطة والأمن
المركزي.. نذروا دماءهم ثمناً لتحرير مصر من قيد الظلم وقبضة الفساد."
"التردد في قاموس الثورة له اليوم مرادف واحد، هو
الخيانة.. إذا فكرت لحظة واحدة قبل أن تنتفض من مقعدك أو فراشك وتنطلق إلى
الشارع، فسيعني ذلك أنك لست مصرياً، وأنك كنت تكذب وتحتال على الوطن عندما
غنيت له: مصر هي أمي! إذا رأيت أمك في الشارع تتعرض للضرب والإهانة، هل
ستجلس كما تجلس الآن؟ هل ستتخلى عنها؟ هل ستتركها لتموت؟"
"كيف ستشعر إذا سمعت صرخات أمك وهي تستغيث بك؟
هل ستعرض عنها وتتجاهلها، كما تتجاهل صيحات وهتافات الثائرين في الشوارع
الآن؟ من رضع من نيل مصر ولو رشفة واحدة، عليه أن يسدد ثمنها.. ورشفة من
نيل مصر تساوي حياة.. ومصر لا تطلب حياتك.. وإنما وقفة في وجه من ظلمها
وسرقها وعاث فيها فساداً.. مصر تئن من الحجر الثقيل الجاثم على صدرها منذ
سنين.. تتمنى لو نرفعه عنها لكي تتنفس وتعيش مثل بقية الدول الحرة."