مع
اقتراب نهاية السنة الجامعية، تكثر الأقاويل والأحاديث والروايات هنا
وهناك، عن طالبات يذهبن ضحايا مساومات وابتزاز أساتذتهن، بسبب شيء اسمه
'الانتقال' و'النقاط'، وللوقوف على الظاهرة انتقلنا إلى جامعة الجزائر 2
واقتربنا من بعض الطالبات اللواتي أكدن بأن الظاهرة ''موجودة'' فعلا، لكنهن
اعتبرن بأنه هناك ''تواطؤ مكشوف'' بين بعض من الأساتذة وطالبتهم.
حشد
كبير من الطالبات والطلبة، الكل أخذ مكانا لنفسه سواء بالحديقة أو عند
مداخل بنايات التدريس، هروبا من أشعة الشمس الحارقة، شغلهم الشاغل خلال هذه
الفترة بالذات هو الحصول على ''معدل النجاح'' والانتقال إلى السنوات
الأخرى، ينتظرون على أحر من الجمر متى سيتنفسون الصعداء..فالجميع يتحدث عن
شيء اسمه 'النقطة الإقصائية'، و 'الامتحانات الشاملة والاستدراكية'، متى
وكيف؟.. اقتربنا من بعضهن للحديث معهن عن الظاهرة الذي عرفت انتشارا واسعا
خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهو تعرض الطالبات للمساومة من قبل أساتذتهن،
فتباينت تصريحــــــــــاتهن، فمنهن من اعتبرن أن الظاهرة فعلا موجودة،
وهناك من الطالبات من يذهبن ضحية لمساومات بعضا من الأساتذة بسبب 'النقاط'،
لكن بعضا منهن اعتبرن بأن هناك 'تواطؤ مكشوف' بين الأستاذ وطالباته، على
اعتبار أن الأمور لا تتم 'بالقوة'..في حين أكدت أخريات بأنهن و طيلة سنوات
الدراسة لم يسمعن عن ظاهرة اسمها 'مساومة'...
طالباتيذهبنضحيةمساوماتالأساتذة..بسبب ' العام'..وكثيراتيجبرنعلىاجتياز 'الراتراباجفي
بداية الأمر اقتربنا من طالبتين كانتا تجلسان بحديقة الجامعة، يتبادلان
أطراف الحديث عن السنة الجامعية وعن مشاكلها، ولما سألناهما عن ظاهرة تعرض
الطالبات للمساومة من قبل أساتذتهن، أوضحت لنا الطالبة 'أ.ب' التي تدرس سنة
3 أدب عربي بالمدرسة الوطنية العليا للأساتذة، بأن الظاهرة موجودة فعلا في
الوسط الجامعي، لكنه لا يمكن تعميمها على كافة الأساتذة، على اعتبار أنه
إذا ظل 'الاحترام' قائما بين الطالبة وأساتذتها طيلة مشوارها الدراسي،
فإنها حتما لن تتعرض للمساومة، خاصة وإذا كانت مجتهدة في دراستها، لتضيف
قائلة:' أنا شخصيا وطيلة ٣ سنوات من الدراسة لم أتعرض يوما للمساومة من قبل
أساتذتي، وفي كل مرة أحاول تفادي الحديث معهم خارج أوقات الدراسة'، لتضيف
زميلتها المدعوة 'ح' التي تدرس هي الأخرى سنة ثالثة أدب عربي، بأن هناك من
الأساتذة من يقوم باستغلال الطالبات خلال نهاية السنة بسبب 'النقاط'، بحيث
استدلت بمثال زميلة لها التي أجبرت على اجتياز الامتحانات الشاملة، بسبب
رفضها الزواج من أستاذها الذي يكبرها سنا..تركناهما وانتقلنا للحديث مع
طالبات أخريات كن يقفن بالقرب من مبنى خاص باللغة الإسبانية، أعصابهن تكاد
تحترق بسبب 'مشكل التأخر في الإعلان عن النتائج' لحد الساعة هن يجهلن إن كن
قد تحصلن على معدل الانتقال أو لا، وعليه فسوف يجبرن على اجتياز
الامتحانات الشاملة لضمان النجاح..ولما سألناهن عن الموضوع، أوضحت الطالبة
'ف.س' التي تدرس سنة ثالثة إسبانية، بأن الظاهرة غير منتشرة على مستوى
الكلية التي يدرسن بها، لتتدخل زميلتها المدعوة 'و.ي' قائلة'' في وقتنا
الحاضر أصبحنا نسمع ظاهرة جديدة عن أستاذات يعجبن بطلبتهم فيمنحن 'النجاح'
على حساب الطالبات''.
وأخرياتيرفضنتعميمالظاهرة..محمـلينالطالباتالمسؤوليةمن
جهتها اعتبرت الطالبة 'ت ك' التي تدرس سنة رابعة بقسم الإنجليزية، أن
الطالبة في كل الأحوال لا بد لها أن تتحمل المسؤولية، ورغم ذلك فلا يمكن
تعميم الظاهرة على كافة الأساتذة، لأن هناك عدد كبير من الأساتذة محترمين
جدا يؤدون واجباتهم على أكمل وجه ويبلغون رسائلهم بصدق ومصداقية خدمة
لأهداف الجامعة. في حين أكدت الطالبة 'ل.ي' التي تدرس سنة 3 إسبانية، أنها
سمعت العديد من الروايات عن طالبات ذهبن ضحايا مساومات أساتذتهن هنا وهناك،
لكنها لم تر ذلك في الميدان لتضيف' تبقى مجرد قصص وروايات والله أعظم'..
وللإلمام
بالموضوع اتصلنا بالنقابة الوطنية للتعليم العالي، و المنظمات الطلابية
ورئيس جامعة الجزائر2، بحيث وردت تصريحاتهم متشابهة، أين أكدوا على ضرورة
فتح نقاش مفتوح حول الظاهرة للخروج في الأخير بتوصيات، إلى جانب معاقبة
المتورطين بدء بالتطبيق الصارم للقوانين المعمول بها.
منظمةالطلبةالديمقراطيينطالبتبفتحنقاشحرحولالظاهرةالتحرشبالطالبات،سواءمنقبلالأساتذةأوأعوانالأمنأصبحشيئاطبيعياطالبت
المنظمة الوطنية للطلبة الديمقراطيين، بفتح نقاش حر تشارك فيه كل الفعاليات
للخروج بتوصيات ملزمة للجميع للحد من انتشار ظاهرة المساومات والتحرش ضد
الطالبات، سواء التي يرتكبها الأساتذة، عمال الإدارة أو حتى أعوان الأمن.
وأوضح
رئيس المنظمة الوطنية للطلبة الديمقراطيين عثمان باي لخضر، في تصريح
لـ'النهار'، أنّ الجامعة الجزائرية قد شهدت منذ السنوات الأخيرة انتشارا
رهيبا لظاهرة 'الفساد الأخلاقي'، بحيث ساهمت العديد من الأطراف في
انتشارها، معلنا أن هيئته قد قدمت تقريرا مفصلا عن الظاهرة وانعكاساتها على
التحصيل العلمي سنة 2005 لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي رد
آنذاك بالنفي. في الوقت الذي شدد بأنه مع مرور الوقت أصبحت ظاهرة مساومة
الطالبات سواء من قبل الأساتذة، أعوان الإدارة أو أعوان الأمن أمرا عاديا.
وأشار
المسؤول الأول عن المنظمة، أن هيئته قد تلقت العديد من الشكاوى التي تقدمت
بها طالبات، يشتكين من تحرش الأساتذة بهن وبالأدلة، مضيفا بأنه مع مرور
الوقت قد تشكلت لوبيات الفساد وعمت الظاهرة على مستوى الأحياء الجامعية.
رئيس جــامعة الجـزائر 2:لابدمنمحاربـةالظاهرةلأنهالاتتناسبوأهدافالجامعةالجزائريةأوضح
عبد القادر هني رئيس جامعة الجزائر2، بأن ظاهرة تحرش الأساتذة بالطالبات
وإن كانت موجودة، فهي استثنائية و ليست عامة، مشددا على ضرورة محاربة
الظاهرة، لأنها لا تتناسب مع أهداف الجامعة. وأضاف المسؤول الأول عن
الجامعة، في تصريح لـ'النهار'، أن ظاهرة تحرش الأساتذة بالطالبات الجامعيات
تعد قليلة الحضور وفيها بعض المبالغات من بعض الطالبات، مشيرا في ذات
السياق بأنه ليس كل من تحصلت على نقطة ضعيفة معناه أنها قد تعرضت لمساومة
من قبل أستاذها. وفي نفس السياق؛ أكد عبد القادر هني أن هناك قوانين لتسيير
الظاهرة واتخاذ المواقف المناسبة منها، لاسيما قانون أخلاقيات المهنة الذي
يرفض رفضا قاطعا هذه الممارسات و يعاقب مرتكبيها، قائلا: ''في نظري هذه
الظاهرة يجب أن تحارب محاربة شديدة، لأنها لا تتناسب مع أهداف الجامعة و
الأهداف الجامعية، ومع ما تريد الجامعة أن ترسخه، على اعتبار أنها غريبة عن
الجامعة الجزائرية ولا ينبغي أن نتساهل معها، بل ينبغي أن نحاربها بشدة
ومن دون هوادة''.
أمين عام نقابة التعليم العالي:لابدمنمعاقبةالمتورطــينبدءابالتطبيقالصــارمللقــوانينقال
عمارنة مسعود الأمين العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي التابعة للإتحاد
العام للعمال الجزائريين، في تصريح لـ'النهار'، أن هناك حالات معزولة
لظاهرة تحرش الأساتذة بالطالبات و شاذة ولا يمكن تعميمها على كل الأساتذة
الجامعيين، وإن تم إثباتها فعلا على أرض الواقع، فلا بد من التطبيق الصارم
للقوانين المعمول بها. وأضاف الأمين العام للنقابة، أنّ الدعايات أحيانا
تطغى على الحقيقة، خاصة خلال فترة الامتحانات، أين يكثر الحديث كثيرا على
تحرش الأساتذة بالطالبات. وأكد عمارنة مسعود بأنه ضد هذه الممارسات سواء
كان الفاعل أو المتسبب العامل، الأستاذ أو الطالب، داعيا إلى ضرورة إجراء
تحقيقات في الادعاءات بدءا بالتطبيق الصارم للقوانين ضد كل المتسببين.
ضبطدكتوربكليـةالحقوقمتلبســابارتكابأفعـالمخلــةبالحيـاءفيتيبازةضبطت
مصالح الأمن أستاذ بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 3، المدعو 'ع'، متلبسا
بارتكاب أفعال مخلة بالحياء رفقة فتاة على متن سيارته الخاصة التي كانت
مركونة بمدينة تيبازة، الذي استفاد من إجراء الاستدعاء المباشر لجلسة
المحاكمة التي ستعقد يوم 29 جوان الجاري بمحكمة تيبازة.
وعلمت
'النهار' من مصادر مطلعة؛ أن مصالح الأمن قد ضبطت دكتور بكلية الحقوق ببن
عكنون بالجزائر، المدعو 'ع' الذي يدرس مادة 'مسؤولية وحقوق' سنة ثالثة،
متلبسا بارتكاب الأفعال المخلة بالحياء رفقة فتاة على متن سيارته بمدينة
تيبازة الساحلية، مؤكدة في ذات السياق بأنه قد تم توقيفه وتحرير محضر ضده
والذي استفاد من إجراء الاستدعاء المباشر لجلسة المحاكمة التي ستعقد يوم 29
جوان الجاري بمحكمة تيبازة.
وتجدر
الإشارة أنّ كلية الحقوق قد شهدت في السنة الجارية الكثير من الاحتجاجات،
على خلفية مساومات الأساتذة للطالبات، في الوقت الذي قامت وزارة التعليم
العالي والبحث العلمي، بفتح تحقيق على مستوى الكلية للكشف عن المتورطين في
تضخيم النقاط.