ابــن الاسلام إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 101 الْمَشِارَكِات : 12744 النقاط/ : 22644 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: بحث علمي متكامل عن تكون الكواكب الثلاثاء فبراير 07, 2012 9:51 pm | |
| لقد تبيّن أنّ تكوّنَ الكواكب الذي ظلّ يُنظر إليه طويلا على أنّه سلسلة من العمليّات
المنهجيّة التي تُفضي إلى نتيجة محتومة، هو عمليّة شواشيّة(1) بدرجة مذهلة.
مفاهيم مفتاحية
قبل عَقْد من الزمن ليس إلاّ، تعيّن على العلماء، الذين يدرسون كيف تتكوّن الكواكب، أن يبنوا نظريتهم على مثال وحيد، هو منظومتنا الشمسية. أما الآن، فلديهم عشرات من المنظومات الناضجة، وعشرات أخرى في حالة مخاض. ولا توجد اثنتان منها تشبه إحداهما الأخرى. الفكرة الأساسية وراء النظرية الرائدة في التكوّن الكوكبيّ ـ التي تنص على أن حبيبات دقيقة يلتصق بعضها ببعض وتنتزع غازًا ـ تُخفي مستويات كثيرة من التعقيد. فثمة تفاعل شواشيّ بين آليات متنافسة يؤدّي إلى تنوع هائل في النتائج.
محررو ساينتيفيك أمريكان
مَعَ أن الكواكب، بالمصطلحات الكونية، هي مجرد خُردة ـ غيْر جوهريّة في الحكاية المهيبة لتوسع السماوات ـ فإنها أعقد أنواع الأجسام في الكون وأكثرها تنوعا. فليس بمقدور أي أجسام سماوية أُخرى أن تتحمل مثل هذا التفاعل المعقد للسيرورات الفلكية والجيولوجية والكيميائية والبيولوجية. ولا تستطيع أيّ أمكنة أخرى في الكون أن تدعم وجود الحياة كما نعرفها. إن عوالم منظومتنا الشمسية هائلة التنوع؛ وهي بالكاد أعدّتنا لاكتشافات العَقْد الماضي، الذي عثر فيه الفلكيون على أكثر من 200كوكب.
إن مجرّد التنوع في كتل هذه الأجسام وحجومها وبُناها ومداراتها، يتحدى مَنْ منا يحاول سبر أغوار أصولها. وحين كنت أُجري دراساتي العليا في سبعينات القرن الماضي، كنا نميل إلى النظر إلى تكوّن الكواكب بأنه سيرورة مرتبة جيدا وحتمية الحدوث: خط تجميع يُحيل أقراصًا غير منظّمة من الغاز والغبار إلى نسخ من منظومتنا الشمسية. أما الآن، فنحن ندرك أن هذه السيرورة شواشيّة، بنتائجَ تختلف من منظومة إلى أخرى. والعوالم التي تنشأ هي ما تبقّى إثر جَلَبة من آليّات متنافسة من البناء والهدم. فقد نُسف الكثير من هذه العوالم التي أصبحت وقودًا لنيران نجومها المولودة حديثا، أو قذف بها إلى الفضاء البينجمي. وربما كان لأرضنا أقرباء، فُقدوا زمنا طويلا، يتجوّلون عبر الفراغ البهيم.
تقبع دراسة تكوّن الكواكب عند تقاطع الفيزياء الفلكية والعلوم الكوكبية والميكانيك الإحصائي والديناميك اللاخطّي. وعمومًا، طوّر علماء الكواكب نظريتين رائدتيْن. فسيناريو التنامي المتتالي يذهب إلى أن الحبيبات الدقيقة من الغبار تتكتّل معا لتولد شذرات صُلبة من الصخور. وهذه إما أن تجذبَ إليها مقاديرَ هائلةً من الغاز لتصبح عمالقة غازية، مثل كوكب المشتري؛ أو أن لا تفعل ذلك، فتصبح كواكب صخرية، مثل الأرض. العيب الأساسي لهذا السيناريو هو أنه سيرورة بطيئة وأن الغاز قد يتبدد قبل أن يكتمل تجمعه.
أما السيناريو البديل، المسمّى سيناريو عدم الاستقرار التثاقلي gravitational-instability scenario، فينص على أن العمالقة الغازية تتخذ أشكالها في هبّة انفجاريّة مفاجئة تحدث خلال تفتت القرص الموجود أصلا، المكون من الغاز والغبار؛ وهذه سيرورة تتكرر، ولو بصورة مصغّرة، عند تكوّن النجوم. بَيْدَ أن هذه الفرضية تظل مثارا للخلاف، لأنها تفترض وجود ظروف تتسم بعدم استقرار شديد، وقد يتعذّر تحقيقها. يُضاف إلى ذلك أن الفلكيين وجدوا أن أثقل الكواكب وأخف النجوم منفصل بعضها عن بعض ب«صحراء» تتضمن عددا قليلا جدًّا من الأجسام المتوسطة الثقل. ويتطلب الانفصال أن لا تكون الكواكب مجرد نجوم صغيرة؛ بل أن يكون لها مصدر مختلِف كليا.
ومَعَ أن الباحثين لم يحلوا هذا الخلاف فيما بينهم بعد، فإن معظمهم يعدّ سيناريو التنامي المتتالي هو أكثر الفرضيتيْن قبولا. وسأركز حديثي هنا على هذا السيناريو.
1- تنهار غيمة بيْنجميّة(**) كوكب عملاق في مرحلة الطفولة ينتزع غازًا من القرص المحيط بنجم حديث الولادة.
الزمن: 0 (نقطة البداية لسلسلة تكون الكواكب)
تنتمي منظومتنا الشمسية إلى مجرة مؤلفة من قرابة100 بليون نجم تتخللها غيوم من الغاز والغبار، معظمها أنقاض أجيال سابقة من النجوم. ويعني «الغبار» في هذا السياق كِسْراتٍ ميكروسكوبية (مجهريّةً) من جليد الماء والحديد وموادَّ صُلبة أخرى تكثفت في الطبقات الخارجية الباردة للنجوم، ثم قذفت إلى الفضاء البينجمي. وحين تكون الغيوم باردة وكثيفة بقدر كاف، فمن الممكن أن تنهار بفعل قوة الثقالة لتكوّنَ عناقيدَ من النجوم. وهذه سيرورة تستغرق من 100000 سنة إلى بضعة ملايين من السنين [انظر: «الأيام المبكرة في حياة نجم»، مجلة العلوم، العدد12 (2000) ، ص 26].
يحيط بكل نجم قرص دوّار من المواد التي خلفها الانهيار والتي تمثل القوام الأساسيّ للكواكب. وتحوي الأقراصُ المشكلة حديثا الهيدروجين وغازَ الهيليوم في المقام الأول. وفي المناطق الداخلية الحارة والكثيفة لهذه الأقراص، تتبخر حبيبات الغبار؛ أما في المناطق الخارجية الباردة والرقيقة، فإن جسيمات الغبار تظل موجودة وتنمو مَعَ تكثّف البخار عليها.
اكتشف الفلكيون كثيرًا من النجوم الفتية التي يحيط بها مثل هذه الأقراص. فالنجوم التي تقع أعمارها بين مليون وثلاثة ملايين سنة لها أقراص غنية بالغاز؛ في حين يوجد للنجوم التي تتجاوز أعمارها10 ملايين سنة أقراص نحيلة فقيرة بالغاز، كوْن الغاز تبدّد عن طريق النجم المولود حديثا أو عن طريق نجوم مجاورة ساطعة. ويحدد هذا الامتداد الزمني بدقة عهد تكوّن الكواكب. إن كتل العناصر الثقيلة في هذه الأقراص تُناهز كتل العناصر الثقيلة في كواكب المنظومة الشمسية؛ وهذا يوفّر دليلا قويا على أن الكواكب نتجت فعلا من هذه الأقراص.
نقطة النهاية: النجم المولود حديثًا مُحاط بغاز وحُبيْبات غبار تناهز أقطارها 1ميكرون = [ 10 -6 م ]
2-يميّز القرص نفسه من غيره(***)
الزمن: مليون سنة تقريبا
تُحرّك حبيبات الغبار في القرص الذي نشأت عنه الكواكب بواسطة الغاز القريب منها؛ فتصطدم ببعضها، ملتصقةً معًا أحيانًا ومنفصلةً أحيانًا أُخرى. وتعترض الحبيبات الضوء النجمي وتعيد بثّ ضوء تحت أحمر ذي أطوال موجية أقصر؛ وهذا يضمن وصول الحرارة حتى إلى أحلك البقاع في القسم الداخلي من القرص. هذا، وإن درجة الحرارة والكثافة والضغط تتناقص عمومًا مَعَ الابتعاد عن النجم. وبسبب توازن الضغط والدوران والثقالة، فإن الغاز يدور حول النجم بسرعة أبطأ قليلا من سرعة جسم مستقل يقع على المسافة نفسها من النجم.
وهكذا، تميل حبيبات الغبار، التي تزيد أقطارها على بضعة مليمترات، إلى تجاوز سرعة الغاز؛ فتواجه ريحًا مقابلة تبطئ من سرعتها، وتجعلها تتجه نحو الداخل بحركة لولبية نحو النجم. وكلما كبر حجم الحبيبات، ازدادت سرعة حركتها اللولبية. أما القِطَع التي قطرها قريب من المتر، فيمكن أن تقطعَ نصف المسافة التي تفصلها عن النجم في حدود ألف سنة. تجمّعات من الغبار الكوْني(****)يوجد حتى لأعتى الكواكب أصول متواضعة، هي حبيبات من الغبار أقطارها قريبة من 1 ميكرون (رماد نجوم ماتت قبل زمن طويل)، مطمورة في قرص من الغاز يدور بحركة دوّاميّة. وتنخفض درجة حرارة القرص كلما ابتعد عن النجم المولود حديثًا، مكوّنا «خط ثلج» يبقى الماء وراءه متجمّدًا. وفي منظومتنا الشمسيّة، يعين خط الثلج الحدود بين الكواكب الصخرية الداخلية والعمالقة الغازية الخارجية.
ومَعَ اقتراب الحبيبات من النجم تسخن هذه الحبيبات، وأخيرًا يتبخّر الماء وموادُّ أخرى نقطة غليانها منخفضة، وهي الموادّ الطيّارة volatiles. إن المِنطقة التي يحدث فيها ذلك ـ المسمّاة «خط الثلج» snow line تقع على بُعْد يتراوح بيْن وحدتين وأربع وحدات فلكية عن النجم، وهي تقع في منظومتنا الشمسية بين مداري المِرّيخ والمشتري. (نصف قطر مدار الأرض هو وحدة فلكية واحدة). ويقسم خط الثلج المنظومة الكوكبيّة إلى مِنطقة داخليّة شحيحة بالموادّ الطيّارة وملأى بأجسامٍ صخريّة؛ وأُخرى خارجيّة غنية بالموادّ الطيّارة وملأى بأجسامٍ جليديّة.
وعند خط الثلج نفسه، تميل جزيئات الماء إلى التراكم خلال لفظها الحبيبات. ويطلق تراكم الماء هذا سلسلة من التأثيرات. فهو يولد انقطاعًا في خصائص الغاز عند خط الثلج. وهذا يؤدي إلى انخفاض في الضغط هناك. ويُسرّع توازنُ القوى دورانَ الغاز حول النجم المركَزيّ. لذلك، فإن الحبيبات الموجودة قريبا منه لا تشعر بريح مقابلة، بل بريح تدفعها من الخلف؛ الأمر الذي يزيد من سرعتها ويوقف هجرتها نحو الداخل. ومع استمرار وصول الحبيبات من الأجزاء الخارجية من القرص، فإنها تتراكم عند خط الثلج. وهكذا يُصبح الخطّ فعليًّا رُكامًا ثلجيًّا.
وبعد حشر الحبيبات معا، تتصادم ويكبر حجمها. بعضها يخترق خط الثلج ويواصل هجرته نحو الداخل؛ لكنها تصبح، بالنتيجة، مغلّفة بثلج نصف ذائب وبجُزيْئات معقدة، وهذا يجعلها أكثر لزوجة. ويكون الغبار سميكًا في بعض المناطق إلى درجة تجعل الجذب التثاقلي الإجماليّ للحبيبات يُسرّع أيضًا في تكبير حجومها.
[/center] | |
|
ابــن الاسلام إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 101 الْمَشِارَكِات : 12744 النقاط/ : 22644 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: رد: بحث علمي متكامل عن تكون الكواكب الثلاثاء فبراير 07, 2012 9:53 pm | |
| مراجع للاستزادة Toward a Deterministic Model of planetary Formation. S. Ida and D.N.C. Lin in Astrophysical journal. vol. 604, No. 1, pages 388-413; March 2004. http:''arxiv.org/abs/astro-ph/0312144v1 Planet Formation, theory. Observation, and Experiments. Edited by Hubert Klahr and Wolfgang Brandner. Cambridge University press, 2006. (*) THE GENESIS OF PLANETS (**) An Interstellar Cloud Collapses (***) The Disk Sorts Itself Out (***) COSMIC DUST BUNNIES (****) Planetary Embryos Germinate (*****) THE RISE OF THE OLIGARCHS (******) A Gas Giant Is Born (*******) ONE GIANT LEAP FOR PLANETKIND (********) DOES JUPITER MAKE SENSE? (*********) The Gas Giant Gets Restless (**********)HOW TO HUG A STAR (***********) TIMELINE FOR WORLD-MAKING (************) Other Giant Planets Join the Family (*************) BIGGEST AND BADDEST (**************) ENLARGING THE FAMILY (***************) Earth-like Planets Assemble (****************) NONCIRCULAR REASONING (*****************) Mop-Up Operations Commence (******************) Emissaries from the Past (*******************) No Grand Design
[/center] | |
|