هو أحمد بن علي بن شعيب بن علي، أبو عبدالرحمن النسائي صاحب السنن المعروفه باسم سنن النسائي وهو الإمام في عصره الذي رحل إلى الآفاق، واشتغل بسماع الحديث، والاجتماع بالأئمة الحذاق.
روى عنه كثيرون وقد جمع السنن الكبيرة وانتخب منها ما هو أقل حجماً.
قال الحاكم عن الدارقطني: أبو عبدالرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر، بهذا العلم، من أهل عصره. وقال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر، يعترفون له بالتقدم والإمامة لاجتهاده في العبادة بالليل، والنهار، ومواظبته على الحج، وقال غيره: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان له أربع زوجات وسريتان، حسن الوجه مشرق اللون. وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر.
قال الدارقطني: كان أبو بكر بن الحداد كثير الحديث ولم يرو عن أحد سوى النسائي. وقال: رضيت به حجة، فيما بيني وبين الله عزوجل.
قال ابن يونس: كان النسائي إماماً في الحديث، ثقة ثبتاً حافظاً، وكان خروجه من مصر سنة 302هـ.
قال ابن عدي: سمعت منصورا الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان : أبو عبيدة عبدالرحمن النسائي، إمام من أئمة المسلمين، وأثنى عليه غير واحد، وشهدوا له بالفضل.. وقد ولي الحكم بمدينة حمص.
قال الدارقطني: كان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح من السقيم، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه، فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه، فضربوه في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه وهو عليل، فتوفي بمكة مقتولاً شهيداً سنة 303هـ.
قال الحافظ أبو بكر محمد بن عبدالغني: مات أبو عبدالرحمن النسائي بالرملة، مدينة بفلسطين، يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة 303هـ، ودفن ببيت المقدس.
وحكا ابن خلكان أنه توفي في شعبان من هذه السنة، وأنه صنف الخصائص في فضل علي كرم الله وجهه وأهل البيت، لأنه رأى أهل دمشق حين قدمها سنة 302 عندهم نفرة من علي، وسألوه عن معاوية فقال ما قال: وضربوه فمات. وهكذا ذكر ابن يونس، وأبو جعفر الطحاوي: أنه توفي بفلسطين في صفر من هذه السنة ..
وقد ولد النسائي سنة 215هـ ومات عن ثمانية وثمانين عاماً.