زيادة المرء في دنياه نقصان*** وربحه غَير
مَحْضِِ الخير خُسْران
يا عامراً لخرابِ الدهرِ مُجْتهِدًا*** بالله هل
لِخِرابِ العُمْرِ عُمْران؟!
ويا حريصًا على الأموال يَجْمعُها*** أنسيتَ
أنَّ سُرورَ المال أحزان
دَعِ الفؤاد عن الدنيا وزُخْرُفَها ***
فَصَفْوهَا كَدرٌ والوَصْلُ هُجْران
وَأوْعِ سَمْعَكَ أمثالاً أفَصِّلُها*** كما
يُفَصَّلُ ياقوتٌ ومَرْجَانُ
أحْسِنْ إلى الناس تَسْتِعْبِد قلوبهم*** فطالما
اِسْتَعْبَدَ الإنسانَ إحسان
وان أساء مُسِيءٌ فليكن لك في *** عروض
زَلَتِهِ صِفْحٌ وغفران
يا خَاِدمَ الجسْمِ كَمْ تسعى لخدمته ***
أتِطْلب الربح مما فيه خُسْرانُ؟!
أقْبِلْ على النفس واسْتكْمِلْ فَضَائِلَها ***
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
وكُنْ على الدهر مِعْواناً لذي أمَلٍ*** يَرْجُو
نَدَاكَ فإنَّ الحُرَّ مِعْوِانُ
واشدُد يديك بحبل الله معتصماً*** فإنه الرُّكنُ
إنْ خانتك أركانُ
مَنْ يتق الله يُحْمد في عَواقِبِهِِ***
ويَكْفِهِ شرَّ من عزوا ومن هانُوا
مَنْ استعان بغير الله في طَلبٍ*** فإنَّ
ناصِرَهُ عَجْزٌ وخُذْلان
مَنْ كان للخير مَنّاعاً فليس له *** على
الحقيقة خِلانٌ وأخْدَانُ
مَنْ جَادِ بالمال جَادَ الناسُ قاطبةً*** إليه
والمالُ للإنسانِ فَتّانُ
مَنْ سالم الناس يَسْلَم من غَوائِلِهم*** وعاشَ
وهْو قَرِير العينِ جَذْلاَنُ
مَنْ يزرع الشَّرَ يَحْصُدْ في عَواقِبه ***
نَدامةً، ولِحَصْدِ الزَّرْعِ إبَّانُ
مَنْ اسْتَنَامَ إلى الأشْرارِ نَامَ وفي ***
رِدَائِه مِنْهُمُ صِلّ وثُعبانُ
أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومقدرةٌ *** فلن يدوم
على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمه*** والْحُر
بالعَدْلِ والإحْسَانِ يزدان
صُنْ حُرَّ وجهك لا تَهْتِكَ غِلالَته ***
ُفَكُلّ حُرٍّ لِحَرَِّ الوجه صَوان
دَعِ التكاسل في الخيرات تَطْلبها *** فليس
يَسْعِدُ بالخيرات كسلان
لا ظِلَ للمرء أحرى من تُقى*** ونُهِىً وإن
أظلته أوراق وأفنان
والناسُ أعْوانُ من والَتْهُ دولته *** وهُمْ
عليه إذا عَاِدتْهُ أعوان
لا تحسبنَّ الناس طبعاً واحداً *** فلهمْ غرائزَ
لَسْتَ تُحْصيها وألوان
لا تُودِعنََّ السِّرَ وشَّاء به مُدلاً *** فما
رعى غنماً في الدوِّ سَرْحَان
لا تَسْتشر غير نَدِْبٍِ حازمٍٍ يَقِظٍٍٍ *** قد
استوى فيه إسْرارٌ وإعلان
فللتدابير فُرسان إذا رَكضوا*** فيها أبرّوا كما
للحرب فرسان
وللأمور مَواقيتٌ مُقَدْرةٌ *** وكُلّ أمر له
حَدٌّ ومِيزان
فَلا تَكُنْ عَجِلاً في الأمر تَطْلبهُ *** فليس
يُحْمَدُ قبل النُّضْجِ بَحران
وذو القناعةِ راضٍٍ من مَعيشَتِه *** وصاحب
الحِرْصِ إنْ أثرى فغضبان
إذا نَباَ بكريمٍ مَوْطِنٌ فَلَهُ *** وراءه في
بَسِيطِ الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعزِّ سَاعِدُه *** إنْ
كُنْتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظان
يا أيها العَالِمُ المرْضِيِّ سيرتُهُ ***
أبْشِرْ فأنت بغير الماء رَيَان
ويا أخا الجهلِ لو أصبحت في*** لَجَجٍ فأنت ما
بينها لاشَكَّ ظمآن
لا تَحْسِبَنَّ سُروراً دائماً أبداً *** من
سَرَّه زَمنٌ ساءته أزمان
وكُلُّ كَسْرٍٍ فإنَّ الدْينَ يَجْبُرَهُ *** وما
لِكَسْرِ قَناَةُ الدْينِ جُبْران