مالك بن نبى
ولد في مدينة تبسة في الشرق الجزائري سنة 1905 م ، في أسرة فقيرة بين مجتمع
جزائري محافظ تخرج بعد سنوات الدراسة الأربع، في مدرسته التي اعتبرها
"سجناً يعلّم فيه كتابة "صك زواج أو طلاق" وتخرج سنة 1925م.
سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا
إلى مسقط رأسه. وبعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان
أهمها، عمله في محكمة (آفلو) حيث وصل في (مارس 1927م)، احتك أثناء هذه
الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده.
ثم أعاد الكرة سنة 1930م و لكن هذه كانت رحلة علمية.
حاول أولا الإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح
للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. تركت هذه الممارسات تأثيرا في
نفسه.
فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج
كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، بطابعه العلمي الصرف، على
العكس من المجال القضائي والسياسي.
ثم انغمس في الدراسة، وفي الحياة الفكرية، كما تزوج فرنسية واختار الإقامة
في فرنسا
وشرع يؤلف، في قضايا العالم الإسلامي كله، فكان سنة 1946 كتابه "الظاهرة
القرآنية" ثم "شروط النهضة" 1948 الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار
و"وجهة العالم الإسلامي" 1954،أما كتابه " مشكلة الأفكار في العالم
الاسلامي" فيعتبر من أهم ماكتب بالعربية في القرن العشرين .
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك
حظي باحترام،
فكتب "فكرة الإفريقية الآسيوية" 1956. وتشرع أعماله الجادة تتوالى، وبعد
استقلال (الجزائر) عاد إلى الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان
محصوراً في (جامعة الجزائر) المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً
للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام"مذكرات شاهد
القرن".