عاشق الرومنسية مشرف عام
الجنس : السٌّمعَة : 16 الْمَشِارَكِات : 2394 النقاط/ : 4128 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: المنهج الموضوعي في النقد الأدبي.وتجلياته عربياً الإثنين ديسمبر 20, 2010 3:06 pm | |
| ]المنهج الموضوعي في النقد الأدبي.وتجلياته عربياً
[size=16]يتعامل البعض مع النقد في مناهجه الجديدة، وكأن المناهج السابقة فقدت مبررات استخدامها، أو كأن الجديد يلغي القديم مما يكشف عن محدودية الرؤية وعجزها عن إدراك صيرورة التجربة وتحولاتها، واتصالها بصورة تجعل فهمنا للمناهج الحديثة لا يتحقق بمعزل عن فهم تحولات التجربة وتاريخها، واتجاهاتها المختلفة. وكتاب "المنهج الموضوعي في النقد الأدبي" لمؤلفه الأستاذ محمّد عزام، والذي يتابع فيه بعد كتابه "النقد والدلالة" التعريف بالمناهج النقدية الحديثة من خلال أبرز أعلامها واتجاهاتها ومفاهيمها وأدواتها. [size=16]إن أهمية المنهج الموضوعي في النقد تتمثل فيما شكله من انعطافة حاسمة في تاريخ النقد الأدبي ومنطلقاتها إذ حاول أن يخلّص النقد من الاستعانة بالعلوم الأخرى واستدعائها إلى حقل النقد، بالإضافة إلى التركيز على داخل النص الأدبي، وعدم تفسيره أو تحليله من خلال إحالته إلى مرجعياته الخارجية. [size=16]يتألف الكتاب من بابين اثنين، يبحث المؤلف في الباب الأول موضوع المنهج الموضوعي في النقد الغربي من خلال أبرز أعلامه وما قدموه من إنجازات ومواقف أعطت لهذا المنهج مضمونه وسماته المختلفة التي عبّرت عن تعدد الاتجاهات داخل هذا المنهج. أما في الباب الثاني فيتناول المؤلف المنهج الموضوعي في النقد العربي كما تجلى لدى ثلاثة من أبرز ممثليه وما حققوه من إضافات وإثراء لهذا المنهج. [size=16]لقد جاءت بدايات النقد الموضوعي وإرهاصاته الأولى رداً على طغيان الشخصي والنزعة الذاتية على الشعر الرومانسي، ويعتبر ماثيو أرنولد أول من هاجم هذه النزعة رافضاً (أن يكون الشعر هروباً من الواقع كما هو لدى الرومانسيين) ص9. ثم جاءت مدرسة الضد للضد (البرناسية) التي اعتمدت على مبادئ الجمال الكانتي في العقد الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا لكي تتابع هذا التحول وتعطيه بعداً آخر من خلال التأكيد على قيم الجمال الخالص، واعتبار الفن غاية بحد ذاته، حيث يعتبر إدغار ألن بو، وبودلير، وغوتييه أهم ممثلين هذا الاتجاه في الشعر والأدب، وقد توجه شعراء هذه المدرسة في شعرهم إلى النخبة الخاصة، أما مدرسة شعراء الصورة فجاءت استمراراً لهذا التحول الذي عمقه وأغناه الفيلسوف والناقد (توماس هيوم) والشاعران عزراباوند، و ت. س اليوت الذين أكدوا على أن الشعر ليس تعبيراً عن شخصية الشاعر ولا عن أحوال المجتمع بل هو خلق على الفنان فيه (أن يحيل هذه العناصر كلها إلى شيء جديد هو العمل الفني المستقل بوجوده عن كل ما أسهم في صنعه) ص16، وقد توطدت علاقة هؤلاء الشعراء الرمزيين في فرنسا ويعتبر هيوم أول من دعا إلى فكرة شعراء الصورة التي تأثرت بنظريات بريكسون في الفن، وإلى العودة إلى الكلاسيكية التي كان يؤمن بها، ويعرض المؤلف لأهم المبادئ الشعرية عند هيوم الذي كان داعية إلى الجماليات الكلاسيكية التي تفرق بين القصيدة الأخلاقية والدينية والشعر، في حين أن عزرا باوند شكل من حوله مجموعة من الشعراء أطلق عليهم اسم شعراء الصورة وتحددت أهداف هذه المجموعة في عدد من الجماليات الشعرية التي قامت على استعمال اللغة المحكية وضرورة خلق نغمات جديدة تعبر عن حالات جديدة والحرية التامة في اختيار الموضوع وتقديم جزئياته واعتبار التركيز هو جوهر الشعر. [size=16]في الفصل الثاني يبحث المؤلف في نظرية المنهج الموضوعي التي أرسى قواعدها النظرية الموضوعية في الشعر والنقد ت. س اليوت في أمريكا وانطلق فيها من أننا كلما ازددنا اكتمالاً (انفصل فيه الشخص الذي يعاني عن العقل الذي يخلق وازدادت قدرة ذهنية على انتخاب عناصره وتحويل انفعالاته (أي مادته الأصلية) إلى شيء جديد )ص23، ويقوم النقد الصحيح عند اليوت على الإحساس بوجود اتجاهات اجتماعية تاريخية وفكرية وراء العمل المنقود، حيث تكمل هذه الاتجاهات بعضها بعضاً. [size=16]ويعتبر اليوت أبو المفهوم الموضوعي في الشعر والنقد ساعده في هذا الإنجاز اتساع ثقافته الأوربية خاصة الكلاسيكية منها، وتتمثل نظرية المعادل الموضوعي عنده (في قدرة الشاعر على التعبير عن الحقيقة العامة من خلال تجربته الخاصة المركزة بحيث يستجمع كل الخصائص المميزة لتجربته الشخصية ويستخدمها في خلق رمز عام) (ص28) وقد أثر هذا المفهوم على معظم النقاد الذين جاؤوا بعد اليوت، بعد ذلك يستعرض المؤلف المرتكزات التي استند إليها هؤلاء النقاد في نظرية اليوت والمميز بالنسبة لاليوت أنه لم يكتف بالتنظير، وإنما تعداه إلى تطبيقه على إنتاجه الشعري. ينطلق اليوت في رؤيته من اعتبار أدب العالم كلاً عضوياً، ويفرد المؤلف لنظرية اليوت في الشعر حيزاً واسعاً نظرياً لأهمية الدور الذي لعبته والتأثير الذي مارسته على الشعر في العالم وعلى الشعر العربي المعاصر أيضاً ويحاول من خلال ذلك أن يحيط بأهم أفكار اليوت المتعلقة بوظيفة الشاعر والحساسية الشعرية، وعلاقة الشاعر بعصره وباللغة كما يعرف بتجربة اليوت والمراحل الثلاثة التي مرت بها، من جهة ثانية. [size=16]من جهة ثانية- تذهب مدرسة التحليل اللفظي إلى أن وظيفة النقد تنحصر في فحص الكلمات بالترتيب الذي وضعها به الكاتب لذلك يكون على الناقد أن يستعين باللغويات والسيمانيتات ويعد ايفور ريتشاردز أهم ممثلي مدرسة التحليل اللفظي خاصة وأن (من المستحيل معالجة النقد الحديث دون التحدث عن ريتشاردز لأنه خالقه بالمعنى الحرفي) ص42. [size=16]وقد أكد ريتشاردز في نظريته النفسية أن (مفتاح الطريق النقدية الملائمة هو الوصف الملائم للعمليات السيكولوجية في نفس الكاتب والقارئ عند إنتاج العمل الأدبي وعند تذوقه) ص43. [size=16]ويعرض الدارس هنا لأهم الأفكار التي طرحها ريتشاردز حول الوظيفة الإشارية للغة والوظيفة الانفعالية والفرق بين الاستعمالين لهما إضافة إلى ما أسس له في كتابه "مبادئ النقد الأدبي" بصورة جعلت من النقد علماً تطبيقياً حدد للنقد الأدبي أساسين يجب أن يقوم عليهما وهما: تفسير عملية التحصيل، وتفسير القيمة. [size=16]ويعتبر الناقد امبسون الذي جعل الاهتمام بالمعنى (نوعاً خاصاً من وسيلة وصيغة) ص53 استمراراً لما بدأه ريتشاردز لكن امبسون اتكأ بشدة على علم الاجتماع وخاصة على النظريات الماركسية، كما اتكأ على فرويد والتحليل النفسي. [size=16]وفي الفصل الرابع من الكتاب يفرد المؤلف للنقد الجديد حيزاً واسعاً باعتباره يمثل نقلة نوعية في تاريخ النقد الأدبي عملت على قراءة النص الأدبي من الداخل وقد ظهر هذا المنهج في أوربا وأمريكا بعيد الحرب العالمية الأولى وقد مثلت جامعات الجنوب الأمريكي مركزاً له حيث ناظرت في ذلك مدرسة التحليل اللفظي في إنكلترا، لكنها اتخذت موقفاً معادياً للماركسية وللوضعية المنطقية فهي ذات نزعة جمالية تعادي الالتزام، وقد اتخذ النقد الجديد شكله الخاص في أواخر الثلاثينات ويعتبر رانسوم هو الذي أشاع المصطلح الذي أطلقه الناقد الأمريكي (سبينجارون) وقد رفض رانسوم قراءة العمل الأدبي من الخارج وأكد على أن القراءة الفنية الدقيقة يجب أن تكون طريقة عامة من التحليل النقدي كما أكد أن القصيدة الشعرية هي توفيق بين السياق الشعري والمبنى في القصيدة ويمثل آلان تيت الناقد الثاني في جماعة النقد الجديد وهو يرى أن وظيفة الناقد تتحدد في (المعرفة الخاصة الكاملة التي تزودنا بها أشكال الفن العظيمة) ص67، ولذلك رفض المسؤولية السياسية للشاعر. [size=16]ينتقل المؤلف في الباب الثاني من دراسة المنهج الوضعي في مصادره الغربية الأولى إلى دراسته في النقد العربي المعاصر من خلال أهم أعلامه الذين اتصلوا بالثقافة الغربية نتيجة معرفتهم الواسعة باللغة الإنكليزية أمثال: رشاد رشدي- الذي يعيد في كتيبه: ما هو الأدب"؟ طرح مقولات إليوت في النقد الأدبي خاصة فيما يتعلق بمفهوم المعادل الموضوعي، لكن رشاد رشدي لا يقتصر على ذلك بل هو يتبنى مقولات النقد الجديد المختلفة سواء فيما يتعلق بموضوعية الأدب أو علاقة الأدب بالحياة وقضية الشكل والمضمون والعلمي والأدب، ويمثل جبرا إبراهيم جبرا علماً آخر من أعلام هذا المنهج من خلال تقديمه لنظرية النقد في موضوعاتها المختلفة سواء حول قضية الالتزام التي يفرضها الواقع العربي وقضاياه المصيرية التي نعيشها أو فيما يتعلق بمفهوم الذروة في الأدب بالإضافة إلى تقديمه لنظرية الشعر كما تجلت عند هيوم ومدرسة الشعر الحر الذي قام جبرا بدراسته في تجارب كل من السيَّاب وأدونيس ويوسف الخال وتوفيق الصايغ وبعد ذلك ينتقل المؤلف لاستعراض نظرية الرواية بدءاً من الرواية الغربية التي حظيت لدى جبرا باهتمام كبير توضح تأثيرها عليه فيما قدمه من أعمال روائية. [size=12][size=16]وفي نهاية دراسته لاتجاهات النقد الجديد عربياً يقدم المؤلف نظرية النقد عند حسام الخطيب التي يحدد ركائزها بثلاثة ركائز ثم ينتقل لاستعراض نظرية الأدب في تجلياتها ومفاهيمها واتجاهاتها المختلفة، ثم يتعرض لموضوع النقد الأدبي ومناهج النقد المختلفة كما قدمها الناقد حسام الخطيب في كتاباته المختلفة وأخيراً يتناول المؤلف مفهوم المعادل الموضوعي عند ت. س اليوت كما عرضه الخطيب، وقد وضع المؤلف في نهاية الكتاب ملحقاً بأسماء الأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب بالإضافة إلى ملحق آخر بالمصطلحات النقدية بغية تسهيل معرفتها ومساعدة القارئ على استيعاب مدلولاتها ومضامينها الحقيقية. | |
|
djamele7892 إدارة المنتدى
الجنس : السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ : 10349 العـمــر : 34 الدولة : المتصفح :
| موضوع: رد: المنهج الموضوعي في النقد الأدبي.وتجلياته عربياً السبت مارس 19, 2011 1:26 am | |
| | |
|