شعر الزهد لأبي العتاهية
تقديم النص :
ما الاتجاه الذي اصطبغ به العصر العباسي ؟ ومن تزعم هذا التيار ؟
-تركنا
العصر العباسي كما اتضح لنا من خلال النماذج الشعرية السابقة يموج في تيار
اللهو و المجون إلى حدّ الاستهتار بالدين وهدم القيم الأخلاقية ومن رؤوس
هذا التيار الشاعر النواسي و مسلم بن الوليد و حماد عجرد ....
- في مقابل هذا التيار قامت الحركات الزهدية نقيضا مباشرا لها .
-أذكر من الشعراء العباسيين الذين تزعموا هذا التيار الجيد ؟
لعل رأس هذا التيار الزاهد في العصر العباسي: ابو العتاهية .
أتعرف على صاحب النص :
من يكون صاحب النص ؟ - متى ؟ و أين ولد ؟ -كيف كانت نشأته ؟ -ما علاقته
بالشعر في بداية حياته ؟ -بمن اتصل من الخلافاء ؟ -تقسم حياة ابو العتاهية
إلى فترتين ما هما ؟
هو اسماعيل بن القاسم وكنيته أبو اسحاق الملقب
بأبي العتاهية أحد أشهر شعراء العصر العباسي من أصل فارسي . ولد عام 130هـ
/ 748 م بالقرب من مدينة الكوفة ( عين التمر ) . نشأ فقيرا لكنه ولع
بالشعر فنظمه هو صغير ولما سطع نجمه في سماء الشعر سعى إلى بغداد غاصمة
الخلافة فاتصل بالمهدي و هارون الرشيد والمأمون فمدحهم . قضى شبابه في
اللهو و المجون ثم نفر منذلك فمال إلى الزهد ودراسة الفلسفة و الحكمة و
مذاهب المتكلمين . توفي ببغداد عام 210هـ / 826م .
ترك ديوان شعر يغلب عليه غرض الزهد الى جانب الأغراض الشعرية المعروفة عصرئذ .
أثري رصيدي اللغوي :
سوقاء:
الحذاء الطويل المعروف بالجزمة . - الخلس : خلس الشيء: سلبه في عجلة -
صرعه : طرحه أرضا - تنبجس : بجس و بجّس الماء فجّره ..
أكتشف معطيات النص :
1/ بم استهل الشاعر قصيدته ؟
استهل
ابو العتاهية قصيدته بحكمة ذكّر من خلالها بحقيقة الموت الذي لا ينجو منه
أحد ، فكل نفس ذائقة من المنون , فالموت لا يدفعهولا يرده أحد ولا يقف في
وجهه حرس او أرصاد .
2/ هل الموت يميز بين الخاص و العام ؟
الموت لا يميّز بين فقير ولا غنيّ فإذا دعا داعي الموت فلا راد لدعوته فالكل يصرعه المنون دون سابق انذار .
3/ من أين استمد الشاعر حكمته ؟
استمد
أبو العتاهية حكمته من روح الاسلام التي تؤكد على هذه الحقيقة في عدد غير
قليل من الآيات والسور ، كما يشتم من الحكمة عند الشاعر رائحة الفلسفة
اليونانية والهندية بعدما صقلها في صورة تقترب من روح الاسلام وتتلاءم مع
أهدافه في مجاهدة النفس ، بالاضافة إلى تجارب أبي العتاهية نفسه فكانت
الحكمة عنده عادة ما تختلط بالزهد .
3/ ما موقف الناس من الحياة في نظر الشاعر إذا كان كل شيء للفناء؟
برغم
هذه الحقيقة التي لابد منها إلا أنّ الإنسان لا يكترث ولا يعتبر من الموت
فتراه يسعى جاهدا حدّ الإقتتال في سبيل الدنيا وملذاتها فلا يرى فيها إلا
الفرح و النعمة ......
4/ لأي شيء يحث الشاعر الناس ؟
يحث الشاعر الناس على ترك الدنيا و الزهد فيها و الاعتبار من الموت .
5/ كيف ينظر الناس إلى الموت ؟
ينظر الناس إلى الموت نظرة خوف وجزع و تشاؤم رغم أنهم على قناعة بحتميته . وهذا يؤكده في قوله : (إن المنية حوض أنت تكرهه
و ( إن وصفت لهم أخراهم عبسوا )
6/ مم يتعجب الشاعر في الأبيات الأخيرة ؟
يتعجب
الشاعر من أمر الناس كيف يتقاتلون في سبيل الدنيا وهم يعتقدون أن ذلك هو
النعيم و الأفراح الدائمة ، والمرؤ منهم اذا ذُُكّر بالاخرة اسود وجهه و
تشاءم ، فأمرهؤلاء عجيب و كأنهم ما درسوا كتاب الله .
أناقش معطيات النص :
1/ كيف يسمى الأسلوب المستعمل في التحذير من الموت ؟
هو أسلوب التحذير و الترهيب .
2/من أين استمد الشاعر أدلته ؟
استمد
الشاعر الأدلة من التراث الاسلامي : القرآن الكريم و الآيات كثيرة في هذا
المعنى ، و من واقع الحياة و تجاربه و بيئته ، ومن سير الأمم و الأقوام
السابقة .
3/ ماذا تفيد العبارة ( إياك إياك ) ؟
تفيد العبارة
التحذير من الدنيا و لذاتها ومن الغفلة لان الموت مفترس لجميع الخلق دون
تمييز ، فالعبارة تحذير و تنبيه للمخاطب وحمله على ترك الدنيا و نعيمها .
4/ حدد وسائل الإقناع التي استعان بها الشاعر ؟
* الاحتجاج و الاستدلال في البيت السابع
*البرهنة في البيت العاشر .
* استعمال التضاد في البيت الحادي عشر
*الاعتماد على المنطق في طرح الموضوع لا على إثارة العواطف ودغدغتها .
* تقديم الشواهد و الامثلة من الواقع .
5/ حدد الصورة البيانية في البيت التاسع و بيّن أثرها
(
الموت حوض ) شبه الموت بالحوض حذف اداة التشبيه فهو تشبيه بليغ . وأثر
التشبيه هو توضيح المعنى وتجسيد المعنوي في ثوب ملموس زيادة في المعنى
وتقريبه إلى ذهن المتلقي .
6/ ما نوع الأسلوب في البيت العاشر ؟ وما غرضه ؟
( ما لي رأيت .......) اسلوب انشائي طلبي نوعه استفهام غرضه التعجب من حال و موقف الناس من الدنيا
أحدد بناء النص :
1/ نمط النص ؟
نمط النص حجاجي لان هدفه اقناع المتلقي بفكرة الزهد في الدنيا
والتمس لذلك عددا من الحجج و الادلة و الشواهد .
2/ ما رأيك فيما ذهب إليه أبو العتاهية ؟
الشاعر
على صواب فيما ذهب إليه من آراء حول الموت و الحياة ، فهي مطابقة لما جاء
في الاسلام من فناء وحتمية الموت يؤيدها الواقع و المنطق إلا أن تشاؤم
الشاعر في الحياة من الأفكار التر لا يقرها الاسلام ولا يقتنع بها العاقل
.
أتفحص الاتساق و الانسجام :
1/ حدد معاني بعض الحروف التي استعملها الشاعر في النص .
من الحروف التي استعان بها الشاعر في تحقيق الانسجام و الربط بين مكونات و عناصر القصيدة :
*هلا : حرف عرض و تحضيض إذا جاء بعدها مضارع ، ومثلها (أما )
*إذا : ظرفية متضمنة معنى الشرط غير الجازم .
* لا دفاع : نافية للجنس تنفي حكم الخبر عن جنس اسمها نفيا مطلقا وتسمى لام التبرئة .
* لو : تفيد معنى الامتناع و الشرط غير الجازم أي امتناع الجواب لامتناع الشرط .
*الواو:في البيت الأول ، تفيد الجمع المطق بين المتعاطفين .
2/
هل ترى انسجاما بين أبيات القصيدة ؟ ما سبب ذلك هناك انسجام بين أبيات
القصيدة لأن موضوعها واحد و جوها النفسي واحد إلا انها في كثير من الأبيات
تميل إلى وحدة البيت إذ يمكن التقديم و التأخير بين أبياتها دون ان يختل
المعنى .
هل اتسمت القصيدة بالوحدة الموضوعية ؟ علل
نعم اتسمت
القصيدة بالوحدة الموضوعية لأنها تدور حول موضوع واحد تمثل في الدعوة الى
الزهد في الدنيا فالشاعر قصر حديثه على الموت و الزهد ولم يتجاوز الموضوع
الواحد .
أجمل القول :
- موضوع الابيات الدعوة الى الزهد ...........
-الفرق
بين الزهد و التصوف : الزهد هو دعوة إلى الاعراض عن ملذات الدنيا و
الاقتصار منها بما يضمن حياة الانسان و اخلاص النية لله تعالى وطلب
المغفرة و الرحمة . أما التصوف فهو فن جديد شبه بالزهد في الدعوة الى
الانقطاع لله و الاعراض عن زخرف الدنيا لكنه يعتمد على الفلسفة و الغزل
الذي يرفع الغزل من المادة الى الروح و التأمل في الله و كماله وصفاته
فتحصل النفس على الكشف الذي أسمى مراتب الصوفية .
+
+
+
+
أبو العَتاهِيَة أحد شعراء العصر العباسي.....تعريف عن أبو العَتاهِيَة..اهم الشعراء..شعراء
إسماعيل
بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق ويعرف بأبي العتاهية، أحد
شعراء العصر العباسي، قيل عنه أنه شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع،
يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما، كان يجيد القول
في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره، قال عن نفسه "لو شئت أن أجعل
كلامي كله شعراً لفعلت". حياته ولد
أبو العتاهية عام 130هـ - 747م بعين التمر وهي إحدى القرى الواقعة قرب
الأنبار غربي الكوفة وبها نشأ، وسكن بغداد، عندما ضاق الحال بوالده أنتقل
بعائلته إلى الكوفة، والتي عرفت في ذلك الوقت كملتقى للعلماء والمحدثين
والعباد والزهاد، ومع الرخاء الذي عم المدينة انتشر بها عدد من الجماعات
الماجنة والذين يقولون الشعر متنقلين بين مجالس اللهو، ويشتهروا بالزندقة
والتهتك. وفي
وسط ذلك نشأ أبو العتاهية فكان يختلف تارة إلى مجالس العلماء والعباد،
وتارة أخرى إلى مجالس الشعراء الماجنة، ونظراً لفقره عمل مع والده في بيع
الفخار بالكوفة. ظهرت موهبته في نظم الشعر مبكراً واشتهر بهذا وسمع به المتأدبون من الفتيان فكانوا يتوافدون عليه لسماع شعره. بين المجون والزهد كانت
حياة شاعرنا مضطربة فكان يخالط أهل المجون واللهو واكثر الشعراء فسوقاً،
وظل كذلك لفترة من حياته حتى أطلق عليه لقب "مخنث أهل بغداد"، وعلى الرغم
من حياة اللهو هذه إلا أنه أنصرف بعد ذلك إلى الزهد، فكثر شعره في الزهد
ووصف الموت وأحواله، والمواعظ والحكم. يـــا مَـــن يُــسَـرُّ بِـنَـفسِهِ وَشَـبـابِهِ أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى أَهـــلَ الـقُـبـورِ لا تَــواصُـلَ iiبَـيـنَكُم مَـن مـاتَ أَصـبَحَ هَبلُهُ رَثَّ iiالقُوى يــا مَــن أَقـامَ وَقَـد مَـضى إِخـوانُهُ مــا أَنــتَ إِلّا واحِــدٌ مِـمَّـن مَـضـى أَنَـسيتَ أَن تُـدعى وَأَنـتَ مُـحَشرِج مـا إِن تَـفيقُ وَلا تُـجيبُ لِـمَن iiدَعـا أَمّــا خُـطاكَ إِلـى الـعَمى iiفَـسَريعَةٌ وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ iiالخُطا وقال أيضاً أَمــا مِـنَ الـمَوتِ لِـحَيٍّ iiنَـجا كُــلُّ امــرِئٍ آتٍ عَـلَيهِ iiالـفَنا تَــبــارَكَ الــلَــهُ iiوَسُـبـحـانَـهُ لِــكُـلِّ شَــيءٍ مُــدَّةٌ وَانـقِـضا يُـقَـدِّرُ الإِنـسـانُ فــي نَـفـسِهِ أَمــراً وَيَـأبـاهُ عَـلَـيهِ الـقَضا وَيُرزَقُ الإِنسانُ مِن حَيثُ لا يَـرجو وَأَحـياناً يُـضِلُّ iiالـرَجا الـيَأسُ يَحمي لِلفَتى iiعِرضَهُ وَالـطَـمَعُ الـكـاذِبُ داءٌ iiعَـيـا مـــا أَزيَــنَ الـحِـلمَ iiلِأَربـابِـهِ وَغـايَـةُ الـحِـلمِ تَـمامُ iiالـتُقى اتصاله بالخلفاء انتقل
أبو العتاهية إلى بغداد أثناء خلافة المهدي، وكانت مركزاً للنشاط العلمي
والأدبي بالإضافة لكونها دار الخلافة، فكانت المكان المناسب للشاعر لينشر
بها أشعاره، أتصل بالخليفة المهدي الذي استدعاه للقصر ولما سمع شعره أعجب
به ونال رضاه. مما قاله في مدح الخليفة المهدي يوم توليه الخلافة: أَتَــتــهُ الـخِـلافَـةُ iiمُـنـقـادَةً إِلَـــيــهِ تُــجَــرِّرُ iiأَذيــالَـهـا وَلَـــم تَــكُ تَـصـلُحُ إِلّا لَــهُ وَلَــم يَــكُ يَـصـلُحُ إِلّا iiلَـها وَلَــو رامَـهـا أَحَــدٌ غَـيـرُهُ لَـزُلزِلَتِ الأَرضُ iiزِلـزالَها وَلَو لَم تُطِعهُ بَناتُ القُلوبِ لَـمـا قَـبِـلَ الـلَـهُ أَعـمـالَها وَإِنَّ الخَليفَةَ مِن بَعضِ iiلا إِلَـيـهِ لَـيُـبغِضُ مَـن iiقـالَها وعندما
جاءت فترة حكم الرشيد كان أبو العتاهية قد أعرض عن قول الشعر، فطلب منه
الرشيد أن يعود إليه فأبى فحبسه في منزل حتى عاد إليه مرة أخرى، ولزم بعد
ذلك الرشيد ومن بعده الأمين ثم المأمون. "عتبة" أعجب
أبو العتاهية بجارية لزوجة المهدي وتدعى "عتبة" وكان قد أبصرها ذات يوم
راكبة مع جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة، فتعلق بها قلبه وذكرها في
شعره، ولما علم أمير المؤمنين هم أن يدفع بها إليه، ولكنها قالت " يا أمير
المؤمنين مع حرمتي وخدمتي تدفعني إلى بائع جرار متكسب بالشعر؟"، فبعث إليه
قائلاً" أما عتبة فلا سبيل لك إليها وقد أمرنا لك بملء برنية مالاً". قال في عتبة:يـا إِخـوَتي إِنَّ الهَوى iiقاتِلي فَـيَسِّروا الأَكـفانَ مِن عاجِلِ وَلا تَلوموا في أتِّباعِ الهَوى فَـإِنَّـنـي فـــي شُـغُـلٍ شـاغِـلِ عَـيـني عَـلـى عُـتـبَةَ iiمُـنهَلَّةٌ بِـدَمـعِها الـمُـنسَكِبِ iiالـسائِلِ يـا مَـن رَأى قَبلي قَتيلاً iiبَكى مِـن شِدَّةِ الوَجدِ عَلى iiالقاتِلِ بَـسَطتُ كَـفّي نَـحوَكُم iiسـائِلاً مــاذا تَـرُدّونَ عَـلى iiالـسائِلِ وظل أبا العتاهية متغزلاً في عتبة ينظم فيها الكثير من الأشعار، حتى أمر المهدي بجلده وإدخاله للسجن، إلى أن تشفع فيه خاله وأخرجه. وعلى
الرغم من ذلك ظل حب عتبة مشتعلاً بقلبه حتى جاءت خلافة الرشيد، والذي حاول
بدوره التوسط من أجل زواج أبو العتاهية من عتبة ولكن لم يفلح الأمر أيضاً،
وأصاب أبو العتاهية اليأس ومما قاله في ذلك: قَــطَّـعـتُ مِــنــكَ حَـبـائِـلَ الآمـــالِ وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي وَيَـئِستُ أَن أَبـقى لِـشَيءٍ نِلتُ مِم مــا فـيـكِ يــا دُنـيا وَأَن يَـبقى iiلـي وَوَجَـدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ iiجَوانِحي وَأَرَحـتُ مِـن حَـلّي وَمِـن iiتَرحالي "أبو العتاهية" يقال
في سبب تسمية "أبو العتاهية" بهذا اللقب أن الخليفة المهدي قال له يوماً "
أنت رجل متحذلق – أي متطرف، متعته – فغلب عليه هذا اللقب، ويقول ابن منظور
" لأن المهدي قال له أراك متخلطاً متعتهاً وكان قد نعته بجارية المهدي
"عتبة" واعتقل بسببها وعرض عليها المهدي أن يزوجها له فأبت - كما سبق ان
ذكرنا -، وقيل لقب بذلك لأنه كان طويلاً مضطرباً، وقيل أيضاً لأنه يرمي
بالزندقة ولأنه كان محباً للمجون والتعته". وكلمة
عتاهية لها أكثر من معنى ففي لسان العرب يقول ابن منظور: عته في العلم:
أولع به وحرص عليه، والعتاهة والعتاهية مصدر عته مثل الرفاهة والرفاهية،
والعتاهية: ضلال الناس من التجنن والدهش والتعته المبالغ في الملبس
والمأكل ورجل عتاهية أي أحمق. قال عنه أبو العلاء المعريالـلَـهُ يَـنـقُلُ مَــن شــاءَ رُتـبَةً بَـعدَ رُتـبَه أَبدى العَتاهِيُّ نُسكاً وَتابَ مِن ذِكرِ عُتبَه شعره قدم
أبو العتاهية في شعره الزهد والموعظة والرثاء والهجاء والمدح والوصف
والحكم والأمثال والغزل، تميز شعره بسهولة الألفاظ وقلة التكلف. ويقال
عن سبب اتجاهه للزهد وتوقفه عن قول الغزل والهجاء والمديح، واقتصار شعره
على الزهد والحكمة، ما روي عن أبي سلمة الغنوي الذي سأل أبا العتاهية: "ما
الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟". فأجابه:"إذن والله أخبرك. إني
لما قلت: الـلَـهُ بَـيـني وَبَـيـنَ iiمَـولاتي أَبـدَت لِـيَ الـصَدَّ iiوَالمَلالاتِ لا تَغفِرُ الذَنبَ إِن أَسَأتُ وَلا تَـقـبَلُ عُــذري وَلا iiمُـؤاتاتي مَـنَحتُها مُـهجَتي iiوَخالِصَتي فَـكـانَ هِـجـرانُها iiمُـكـافاتي هَـيَّـمَـني حُـبُّـهـا وَصَـيَّـرَنـي أُحـدوثَةً فـي جَـميعِ جاراتي رأيت
في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال: "ما أصبت أحدا تدخله بينك
وبين عتبة يحكم علينا بالمعصية إلا الله تعالى؟"، فانتبهت مذعورا وتبت إلى
الله تعالى من ساعتي من قول الغزل". مما قاله في الزهد: إِلَـــهـــي لا تُــعَــذِّبـنـي فَـــإِنّـــي مُــقِـرٌّ بِــالَّـذي قَـــد كــانَ iiمِـنّـي وَمـــا لـــي حـيـلَـةٌ إِلّا iiرَجــائـي وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي فَـكَـم مِـن زِلَّـةٍ لـي فـي iiالـبَرايا وَأَنـــتَ عَــلَـيَّ ذو فَـضـلٍ وَمَــنِّ إِذا فَــكَّـرتُ فــي نَـدَمـي iiعَـلَـيها عَـضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ iiسِنّي يَـظُـنُّ الـنـاسُ بــي خَـيراً iiوَإِنّـي لَـشَرُّ الـناسِ إِن لَـم تَـعفُ iiعَنّي قالوا عنه قال
عنه أبو الفرج "قال الشعر فبرع به وتقدم"، وقال عنه الأصمعي " شعر أبي
العتاهية كساحة الملوك يقع فيها الجوهر والذهب، والتراب والخزف والنوى"،
كما قيل عنه: "أنه أقدر الناس على وزن الكلام حتى أنه يتكلم بالشعر في
جميع حالاته". وقال عنه المبرد: كان أبو العتاهية حسن الشعر قريب المآخذ لشعره ديباجة ويخرج القول منه كمخرج النفس قوة وسهولة واقتدار. الوفاة توفي أبو العتاهية في خلافة المأمون بعد أن بلغ الثمانين من عمره عام 211هـ - 826م، وله ديوان شعر