القاضي
السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد سناء الملك أبى عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي (550 هـ - 608هـ)
الشاعر المشهور، صاحب الديوان الشعرى البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء
الرؤساء النبلاء، وكان كثير التخصص والتنعم، وافر السعادة، محظوظا في
الدنيا.
ولد في القاهرة في حدود سنة 550 هـ، وتوفي بها سنة 608هـ. أخذ الحديث عن الحافظ السلفي الأصفهاني، وكتب الشعر منذ سن مبكرة، وكتب قصيدة للقاضي الفاضل، وسنه لم يبلغ العشرين سنة، وكان أولها:
فَراقُُ قضى للهم والقلب بالجمع |
| وهَجْرُُ تولى صلح عينى معَ الدمعِ |
اتفق في عصره بمصر جماعة من الشعراء المجيدين، وكان لهم مجالس تجرى
بينهم فيها مفاكهات ومحاورات يروق سماعها، وكان على رأس هؤلاء الشعراءابن
عنين الدمشقي
تراثهترك ابن سناء الملك تراثاً رائعاً يأتي على رأسه:
- ديوانه الشعري، وهو ديوان بديع يشهد برسوخ قدمه في الشعر، طبع بتحقيق
محمد إبراهيم نصر في القاهرة سنة 1969م، ثم أعادت الهيئة العامة لقصور
الثقافة طبعة سنة 2003 .
- دار الطراز في عمل الموشحات، وهو أول كتاب نظر للموشحات في تاريخ
الأدب العربي كله، حيث قام ابن سناء الملك بوضع أصول وقواعد نظم الموشح
كما فعل الخليل مع الشعر، كما يتضمن عدداً كبيراً من الموشحات الأندلسية
القديمة، وموشحات ابن سناء الملك، وقد طبع بتحقيق جودت الركابي في بيروت سنة 1949م، وأعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر طبعه سنة 2004 .
- فصوص الفصول وعقود العقول، ويتضمن رسائله مع القاضي الفاضل.
- مختصر الحيوان للجاحظ .
قالوا عنهقال العماد الأصفهانى عنه لما قابله:
«... فوجدته في الذكاء
آية، قد أحرز في صناعة النظم والنثر غاية، تلقى عرابة العربية له باليمين
راية، وقد ألحفه الإقبال الفاضلي في الفضل قبولا، وجعل طين خاطره على
الفطنة مجبولا، وأنا أرجو أن ترقى في الصناعة رتبته، وتغزر عند تمادي
أيامه في العلم بغيته، وتصفو من الصفا منقبته، وتروى بماء الدربة رويته،
وتستكثر فوائده، وتؤثره قلائده..
»وألأف الصفدي كتاباً سماه (الاقتصار على جواهر السلك في الانتصار لابن سناء الملك) .
وللقاضي السعيد نوادر كثيرة. وتوفي في شهر رمضان سنة (608هـ) بالقاهرة.
يا شقيق الروح من جسدي أهواً بي منك أم ألم
أيها الظبي الذي شرد تركتني مقلاتك سدى
زعموا أني أراك غدا وأظن الموت دون غدي
أين مني اليوم ما زعموا أه
أدنو شيئاً أيها القمر كاد يمحو نورك الخفر
أدلال ذاك أم حذر يا نسيم الروح من بلدي
خبر الأحباب كيف هم أه