منتدى غارداية شبكة للتعليم نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


, لديك: 378 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : .
 
الرئيسيةصـــفحة قرأنيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
الخطاب الشعري Fb110

 

 الخطاب الشعري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الرومنسية
مشرف عام
مشرف عام
عاشق الرومنسية


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 16 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2394 النقاط/ النقاط/ : 4128 العـمــر العـمــر : 34 الدولة : الخطاب الشعري Jazaer10 المتصفح : الخطاب الشعري Fmfire10

الخطاب الشعري Empty
مُساهمةموضوع: الخطاب الشعري   الخطاب الشعري Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2010 3:28 pm

الخطاب الشعري

بين
خطاب السلطة ... وسلطة الخطاب

( قراءة ثقافية ) ( 1 )

( الاعتذاريات ) ( 2 )
أنموذجا
بلاسم الضاحي
شاعر وكاتب من العراق
مقدمة :
سنتناول هنا اعتذاريتين لشاعرين مهمين يمثلان
عصرين سياسيين مختلفين في الـبنـيـة السـياســية
والاجتمــاعية أنتجا هاتين الرائعتـيـن
الأولى:
اعتذارية النابغة الذبياني التي اعتذر فيها من ( النعمان بن المنذر ) .
الثانية :
اعتذارية كعب بن زهير بن أبي سلمى والتي اعتذر
فيها من الرسول الكريم محمد ( ص ) ولما لهاتين الاعتذاريتين
من مشتركات مهمة في الوسيلة والغاية آليت أن اقرنهما معا
كأنموذج للشعر العربي في زمنيهما وكونيهما :
1 ـ يمثلان عصرين سياسيين مهمين في حياة الشعر العربي .
2 ـ يمثلان عصرين مختلفين، عصر ما قبل الإسلام، وعصر صدر الإسلام .
3 ـ يمثلان أكثر الاعتذاريات شيوعا في العقل الثقافي الجمعي .
وسأقتصر على قراءة ( بيت القصيد ) في كل منهما حسبما أجده مناسبا
لمقام هذا المقال وأحاول استنطاق كل بيت على حدة لأجل الاستدلال
على أن سلطة الخطاب الشعري المضمرة في البنية الشعرية هي الطاغية
على ما هو مرئي ومسموع في القصيدة بـ ( قراءة ثقافية ) لا ترى الأشياء
بعينها المجردة إنما من خلال استحضار المغيّب والمسكوت عنه في البنية النصية .

مدخل :
دراسة المنتج الأدبي لحقبة زمنية محددة ومدونة يقتضي دراسة الإنتاج الجمعي
لتلك الممارسات الثقافية وبحث العلاقات بين تلك الممارسات وإعادة قراءتها
في ضوء سياقاتها التاريخية وما فرضته عليها الظروف التاريخية والاجتماعية
والسياسية والنتائج التي ترتبت على ذلك والتي أنتجت خطابا قابلا للتداول
وتأشير الحدود الفاصلة بين سلطة الخطاب على المتلقي وبين الخطاب السلطوي
بغض النظر عن فنّية هذا الخطاب من عدمها وتحديد الروابط بين النص والقيم
النصية من جهة واستعادة القيم الثقافية التي امتصها النص الأدبي في إنتاج
خطابه من جهة أخرى لأن النص يتضمن بداخله السياق الذي أُنتج من خلاله .
مما لاشك فيه إن وجود سلطة ـ مهما كانت ـ لها مفاهيم وأشكال ومرجعيات
تولّد مفاهيما وأشكالا ومرجعيات أخر تنتج بذاتها خطابا ، قد يكون مطابقا
لخطاب السلطة أو معارضا له ، لكنه بالضرورة خطابا له سلطته الواعية التي
تكتشفها القراءة الثقافية . وحسب فوكو الذي يقول ( إن السلطة تشكل قوة
جوهرية تسيّر كل التجارب الإنسانية في الوقت الذي تتوق فيه إلى فكرة
الهيمنة والحكم ) ( 3 ) كون الخطاب ( ذات ) تُؤسس من خلال ضدها ( الآخر )
مثلما الحرية تُؤسس عن طريق السجن ولا يخرج من ذلك الخطاب الواعي لوظيفته
والقادر على إعادة وعيه بمحيطه وتشكيل خطابه من موقفه الخاص لذلك على
المتلقي هنا أن يشكك ببراءة الخطاب المكتوب ـ أي خطاب ـ ومساءلته مساءلة
واعية بفعل الفحص القرائي من خلال أنساقه ومؤسساته الثقافية ومرجعياته
التي أفرزته وأنتجته والوقوف عند العلاقة بين هذا الخطاب والمجتمع من بنى
النص نفسه واستجواب منظومة القيم والأعراف والمرجعيات السائدة في زمن
إنتاج النص وتأسيس سيرورة نسقية تفرز قراءة سليمة تمييز بين قراءة تاريخ
الثقافة وثقافة التاريخ لكي يتسنى كشف ممارسات هذا الخطاب ونقدها وبالتالي
يتوصل إلى أن هذا الخطاب سلطوي أو خطاب له سلطته الخاصة ، انطلاقا من هذه
القراءة تتولد تصورات لطبيعة العلاقة بين الخطاب والسلطة .
من هذا نذهب إلى أن العلاقة بين الخطاب الشعري ـ في مدونات الأدب العربي ـ
والسلطة التي هيمنت عليه لا تخضع في كليتها لمفهوم الهيمنة المطلقة للسلطة
لعدم قدرة السلطة أن تحول عموم الخطاب الشعري إلى خطاب شعاراتي يروّج لها
ويدعّم أركانها أو تحوّل هذا المنتج الثقافي إلى آلية نفعية غايتها
الترويج الدعائي للمؤسسة الحاكمة كما هو في قصائد المديح والاعتذار بدء من
اعتذاريات النابغة الذبياني ومرورا باعتذارية زهير بن أبي سلمى ومديح
المتنبي وصولا إلى آننا الحاضر .
بقراءة متأنية فاحصة وبما أسميناها بـ ( القراءة الثقافية ) للنصوص
المدحية والاعتذارية نجد أن صيغها الجمالية التي نظمت فيها ما هي إلا
تشكيلات زخرفية خادعة يتبناها الشاعر لتسويق بضاعته وفرض سلطة خطابه من
خلال هذه الزخرفة التي تخفي نقدا لممارسات السلطة تستطيع القراءة الثقافية
أن تؤشره وتتوصل إلى النسق المضاد الذي يرفض محاولات السلطة في جعله عبدا
يوظف قدراته وأدواته الفكرية والإبداعية من اجل تزيين قبحيات السلطة
وتجاوزاتها .
بذلك تشكّل صراع بين السلطة السياسية وبين سلطة الشعر التي يمثلها الشاعر
بنفسه في الكشف عن العيوب النسقية للنظام الإيديولوجي السلطوي الذي ألجأ
الشاعر إلى المدحيات والاعتذاريات هروبا من هاجس الخوف الساكن فيه من
السلطة وبما إن الشاعر صيغة نسقية تنم عن ثقافة عالية وواعية في توظيف
اللغة الشعرية الجمالية فانه يمتلك القدرة على تمرير أفكاره وخطابه الخاص
من خارج المكتوب وسيجد حيلة يمارسها النسق الشعري لإيصال خطابه الذي يرسم
شكل السلطة فقول كعــب بن زهير بن أبي سلمى ألاعتذاري مثلا :
نبئت أنّ رســـــــولَ اللهِ أوعــدني
والعفـــو عند رســـول الله مأمــــــولُ

يحتوي على مفردتين مهمتين في النسق الشعري ( أوعدني ، والعفو ) بماذا
أوعده ؟ بالموت ، نتيجة لخطابه / قبل الاعتذار ، وماذا يتأمل منه ؟ العفو
، بعد تغيير خطابه باعتذارية أقنعت المعتذر منه لكنها في الوقت نفسه
أخبرتنا بان النظام السياسي السلطوي ينذر بالقتل لمن يعارضه وهذا يحيل
القراءة الثقافية للنص وبإشارة خفيّة إلى تقييم النظام السياسي في ذلك
الوقت ، هذه الاعتذارية أمنت المعتذر من الموت من المعتذر منه قبل
الاعتذار وهذا يحيل القراءة الثقافية للنص إلى تقييم النظام السياسي في
ذلك الوقت ، وبهذا فقد أتحفنا الشاعر بخطابين الأول دعائي ومقنع للسلطة
والثاني افهمنا طبيعة هذا النظام القادرة والمقتدرة على القتل والعفو .
ومثله في اعتذارية النابغة الذبياني الذي يقول فيها :
فانّكَ كالليـــل الذي هو مـــدركـــــي
وان خلـــتُ أنّ المنتأى عنــكَ واســـــعُ

اُسست الرؤية الشعرية في هذا البيت على ما يسمى بـ ( التشبيه الدائري )
الذي يقوم على المشابهة التي يحدثها الشاعر بين شيئين في تركيب جمالية
النسق الشعري ، القتل ، العفو ، الليل ، المنتأى والقراءة الثقافية
الناجحة تفرض لأول وهلة ألا نسلّم بصدقية الجانب الجمالي وإيحائه المباشر
في هذا التشبيه الذي يُظهر مد سلطة الممدوح وهيمنته على الكرة الأرضية
وكأنه الليل الذي يُدرك الجميع لسعته ورهبته ولا مناص لأحد الهروب منه ،
هذا ظاهر التشبيه و ما يضمره في طياته من انساق مخاتلة تثبت صورة الصراع
والعلاقة المتوترة بين الشاعر والنسق السلطوي بمعنى تبجيل السلطة ومدحها
إنما جاء غطاء أو حيلة مارسها النسق الشعري مقابل النسق السلطوي ، النسق
الفكري / المادح ، الشاعر ، النسق السلطوي / الممدوح ، السلطة ، وهنا
يُمتحن النسق الشعري في مدى فهمه لأساليب النسق السلطوي وقدرته وتمرير
أفكاره وخطابه بإرضاء السلطة عنه بالرغم من قمعيتها . وقد تجلت قدرة
الشاعر وإخفاء قصديته في فضح ممارسات المؤسسة السياسية الحاكمة من خلال
توظيفه الجمالي / ألمدحي وبذلك يتحول النسق الشعري / الفكري إلى مثقف
مراوغ يمارس هو الآخر لعبة التمويه والخداع على النظام السياسي / السلطوي
الذي يطارده ويؤرقه وبقدرة فعّالة يتحول المدح على وفق قانون المضمر
ألنسقي إلى اسلوب مهادنة وآلية ماكرة يبثها الشاعر في نفس السلطة ليعبر من
خلالها إلى تأكيد خطابه وتجاوز محنة الخوف التي يعيشها الشاعر ليتحول
النسق السلطوي من صورته السلبية / المخيف إلى صورة الإيجاب / المطمئن
وليخفي تجاوزات الصوت الشعري وخروقاته ليبث دلالاته إلى القراءة الثقافية
بواقع التمويه الذي مارسه النسق الشعري مقابل هيمنة السلطة وقدرتها على
احتواء ما هو دونها انطلاقا من طاقة اللغة الشعرية المشحونة دلاليا
بمدلولات نامية وانساق ثقافية مضمرة ومخاتلة لا حد لها وبذلك ساهم في
تغييب البنية الضدية بحيث ينماز نسق الشعر عن نسق السياسة ويصلنا هذا من
الكلام المضمر والمسكوت عنه في النص المقروء ثقافيا الذي ألجأه الشاعر إلى
الرمزية ليخلق انساقا مضمرة لا يمكن أن تظهر فاعليتها إلا بفضل قراءة
فاحصة للرموز والعلاقات الجدلية المتشابكة في بنية النص العميقة ليكشف
النسق الشعري إلى متلقيه صور القيم السالبة في ثقافة السلطة .
في كلا النموذجين محاولة لتضخيم السلطة وجعلها تشعر بالنشوة والامتلاء وهي
تسمع صوت النسق الشعري يرضخ لقوتها ويعترف بحقيقة شمولها الزمان والمكان
وهي في حقيقة الأمر ليست صورة لخوف النسق الشعري الذي يقدم مدائحه قربانا
للتخلص من بطش السلطة ، بل هي اسلوب فني واع يوظفه الشاعر على وفق
إمكاناته اللغوية والبلاغية قصد إدانة السلطة وإبراز فبحياتها فالليل لم
يشكل عند النابغة زمنا فيزيائيا عاديا أو آنيا ، إنما هو زمن نفسي مفعم
بالقلق إزاء نوايا السلطة كذلك عند كعــب بن زهير بن أبي سلمى لم يشكل
الوعيد هاجس خوف من الموت وإنما هاجس قلق وترقب واضطراب .

هامــش
1 ـ قراءة تسعى إلى إعادة قراءة النصوص الأدبية في سياقاتها التاريخية والثقافية .
2 ـ لسان العرب لابن منظور ـ بيروت ـ ( قولهم :اعتذر الرجل فعذرته أي
احتجز بالقول وغيره مما قذف به من الجناية فعذرته أي جعلت له بقبول ذلك
منه حاجزا بينه وبين العقوبة والعتب عليه .
3 ـ عبد الله الغذامي النقد الثقافي ـ قراءة في الأنساق الثقافية العربية
ـ المركز الثقافي العربي : بيروت / لبنان ط 2 ص 159
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghardaiahd.yoo7.com
djamele7892
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
djamele7892


الجنس : ذكر السٌّمعَة السٌّمعَة : 28 الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 9188 النقاط/ النقاط/ : 10349 العـمــر العـمــر : 34 الدولة : الخطاب الشعري Jazaer10 المتصفح : الخطاب الشعري Fmfire10

الخطاب الشعري Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب الشعري   الخطاب الشعري Emptyالسبت مارس 19, 2011 1:25 am

الخطاب الشعري 861199 الخطاب الشعري 861199 الخطاب الشعري 861199
الخطاب الشعري 269668 الخطاب الشعري 269668 الخطاب الشعري 269668
الخطاب الشعري 21216 الخطاب الشعري 21216 الخطاب الشعري 21216
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخطاب الشعري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عَُمر بن الخطاب
» سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفروق
»  .وضعية تحليل الخطاب
» تحليل الخطاب .د . أحمد يوسف (1)
» إشكالية وحدود التأويل في الخطاب النقدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى غارداية شبكة للتعليم نت :: قسم الأدب العربي و العلوم الانسانية و الاجتماعية و الاسلامية :: قسم اللغة العربية و آدابها~ :: سنة التالثة-
انتقل الى: