أعلام خدموا اللغة العربية..هل تعرفهم؟
لم تزل
العربُ تنطقُ على سجيتها في الجاهلية وصدر الإسلام،حتى أظهرَ اللهُ
الإسلامَ ،فدخل الناس فيه أفواجا،واجتمعت فيه الألسنة المتفرقة،واللغات
المختلفة،
ففشا الفساد
في اللغة العربية فتفطن العرب لذلك ودعاهم الحذر من ذهاب لغتهم وفساد
كلامهم،إلى وضع القواعد والضوابط للحفاظ على هذه اللغة.
فكان أول من أصل ذلك وأعمل فكره فيه:
أبو الأسود الدؤلي،ونصر بن عاصم،وعبد الرحمن بن هرمز
فوضعوا للنحو أبوباً،وأصَّلوا له أصولا فذكروا عوامل الرفع والنصب والخفض والجزم
ووضعوا بابَ الفاعل والمفعول والتعجب والمضاف ثم وصل ما أصَّلوه من ذلك التَّالون لهم والآخذون عنهم،
فكان لكلِّ واحد منهم من الفضل بحسب مابسط من القول،ومدَّ من القياس، وفتق من المعاني ، وبيَّن من العلل.
ومن أشهر النّحويين واللغوين الّذين بنوا دعائم هذا العلم علماءُ المدرستين البصرية والكوفية ،
وخاض غماره من بعدهم البغداديون والمصريون والأندلسيون والشاميون فساهموا في إتمام بناء هذا الصرح العظيم وناقشوا كتابات أسلافهم.
(النحويون البصريون)
- أبو الأسود الدؤلي:ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن نفاثة بن عدي الدؤلي
وهو أول من أسس العربية،ونهج
سُبلَها ،ووضع قياسها وذلك حين اضطرب كلام العرب فوضع باب الفاعل والمفعول
به والمضاف وحروف النصب والرفع والجروالجزم
وسُئل عمن فتح له طريق هذا العلم فقال: تلقيته من علي بن أبي طالب رحمه الله.
وروي أنَّ الذي أوجبَ عليه الوضع في النحو أنَّه سمع أحدهم يقرأ قوله تعالى (أن الله بريٌ من المشركين ورسولُه) فعطف رسوله على المشركين،فقال ما ضننت أن الأمر يصل إلى هذا
وأن ابنته جلست معه في يوم شديد الحر فأرادت التعجب من شدِّة الحرِّ فقالت[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]ما أشدُّ الحرِّ) فقال أبوها:القيظ،جواباً عن كلامها لأنه استفهام فتحيرت،فعلم أبو الأسود أنها أرادت التعجب،
فقال لها قولي يا بنية : (ما أشدَّالحرَّ)،فعمل باب التعجب وباب الفاعل والمفعول به وغيرها من الأبواب.
مات بالطاعون وهو ابن خمس وثمانين سنة (ت 69هـ).
- عبد الرحمن بن هرمز:من أوائل من وضعوا العربية ومن أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش.
- نصر بن عاصم الليثي: وهو أيضا من أوائل من وضعوا العربية،وهو من قام بتنقيط الحروف وترتيبها على الترتيب الألفبائي الحالي.
- يحيى بن يعمر:وكان عالماً يُروى عنه الفقه (ت129هـ)
- عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي:أول من بعج النحو ومدَّ القياس وشرح العلل (ت117هـ)
- الخليل بن أحمد الفراهيدي:أبو
عبد الرحمن بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي كان ذكياً فطناً شاعراً
واستنبط من العروض ومن علل النحو ما لم يستنبط أحدٌ وما لم يسبقه إلى مثله
أحد وهو أستاذ سيبويه وعنه أخذ معظم كتابه (الكتاب) في النحو،(ت 170هـ وقيل
175)وهو ابن أربع وسبعين سنة.
- سيبويه:أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر،مولى بني الحارث،
وسيبويه كلمة فارسية تعني رائحة التفاح وسمي بذلك لأنه كان حسن الوجه،
وُلِدَ في بلاد فارس ثم قدم البصرة ليكتب الحديث فلزم حلقة حمّاد بن سلمة
فبينما هو يستملي عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم(ليس من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء)
فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء وضنَّه اسمَ ليس،
فقال حماد:لحنت ياسيبويه ليس هذا حيث ذهبت وإنما (ليس) هاهنا استثاء
فقال:سأطلب علماً لا تلحنِّني فيه،فلزم الخليل وأخذ عنه فبرع في النحو،وله مناظرة مع الكسائي ومسألة تسمى المسألة الزنبورية،
وألَّفَ أعظم كتاب في النحو (الكتاب)وجمع فيه أراء الخليل وعيسى بن عمر وغيره
(ت 180 هـ) ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
- الأخفش الصغير:أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي،صحب الخليل وسيبويه(ت 215 هـ).
- قُطرب:محمد
بن المستنير يعرف بقطرب لأن سيبويه قال له إنما أنت قطرب ليل لأنه كان
دائماً يأتيه مبكراً لأخذ العلم (القطرب دويبة تخرج باكرا).
ومن النحويين البصريين أيضاً:
أبو
عمر بن العلاء ، عنبسة الفيل، ميمون الأقرن، الأخفش الكبير، عيسى بن عمر،
بكر بن حبيب السهمي ، النضر بن شميل ، أبو العباس المبرد ، مؤرج بن عمرو
السدوسي ، المازني ، التوزي ، الزيادي، الزجاج ، محمد بن السراج ، ابن
درستويه ، أبو القاسم الزجاجي ، السيرافي.
(النحويون الكوفيون)
- الرًّوَاسي:محمد بن الحسن بن أبي سارة،أستاذ أهل الكوفة في النحو أخذ عن عيسى بن عمر
- معاذ الهراء:معاذ بن مسلم الهراء،كان يبيع الثياب الهروية (من هراة)وهو أستاذ الكسائي
- الكسائي:أبو
الحسن علي بن حمزة الكسائي،مولى بني أسد وإمام المدرسة الكوفية في النحو
وأحد القراء،وكان نديما للرشيد ومؤدبا لولديه الأمين والمأمون (ت 189هـ)
- الفرَّاء:أبوزكريا يحيى بن زياد بن عبدالله بن منصور الديلمي الفرّاء،كان أبرع الكوفيين في عملهم
وهو القائل (أموت وفي نفسي شيء من حتى)،(ت207 هـ)
وقد ساهم جميع علماء الأمصار الإسلامية في تطور النحو العربي ،
مثل ابن هشام الأنصاري صاحب مغني اللبيب وشذور الذهب،
وابن جني صاحب الخصائص،
وابن مالك صاحب الألفية ،
وابن كيسان ، وابن عقيل، والثعالبي، والفارسي، وأبو حيان الأندلسي، والسيوطي،وابن عصفور،والأشموني،
وغيرهم من أئمة النحو واللغة, جزاهم اللهُ كلَّ خير.